شؤون فلسطينية : عدد 85 (ص 125)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 85 (ص 125)
- المحتوى
-
مدل
الاتفاقية التي تم التوصل اليها بين الدكتور رودولف كاستنر ٠ من لجنة الانقاذ التابعة
للوكالة اليهودية في بودابست ,٠ والكولونيل ادولف ايخمان ( الذي كان قد وقع اتفاقهية
هجرة العام ١978 مع موشي بار جلعاد ) وهو الموظف المسؤول عن تسوية « المسالة
اليهودية » في المجر في ٠ ١945 وكانت اتفاقية كاستنر ايخمان تتعلق بمصير نهو 8٠١
الف يهودي في المجر ٠
« كان القسم الاكبر من يهود المجر بلا تنظيم ٠ ولم يكونوا ينتمون , لا الى الصهيونية,
ولا الى الوكالة اليهودية ٠ كانوا ينتمون الى المجر فقط , الى بيوتها وشوارعها ومشاغلها
وملاعبها الرياضية ومقاهيها ٠ من يستطيع التكلم باسم هؤلاء اليهود المندمجين » هؤلاء
اليهود الذين لا رئيس لديهم ؟0١-٠ لقد استولى اليهود المنظمون على اعمال الانقاذ كلها
للثمانمائة الف يهودي المحكوم عليهم بالهلاك » (70) ٠ وكان اليهود المنظمون هم الصهاينة,
الذين اقاموا لجنة الانقان التابعة للوكالة اليهودية » وكان النازيون يعترفون . رسميا 2
بكاستنر , والمسؤولين الآخرين في هذه اللجنة , امثال غينزبرغ وبار جلعاد ٠ كمفاوضين
وممثلين للحركة الصهيونية ٠
لم تبدا الحقيقة حول نشاطات «٠ ٠ لجنة الانقاذ » المزعومة هذه تخرج الى النور الا
عندما ندد كاتب اسرائيلي يدعى مالكييل غرينفالد علنا بكاستنر كمتعاون مع النازية 2
قائلا ان « اعمال كاستنر في بودابست كلفتنا ارواح مئات الالوف من اليهود » (976) ٠
وقوضي غرينفالد بتهمة التشهير ٠ لا من قبل كاستنر » بل من قبل الحكومة الاسرائيلية »
التي كان زعماؤها رؤساء كاستنر ٠ وقد رسموا السياسة التي نفذها ٠
لم تجر المحاكمة بصورة مرضية للحكومة الاسرائيلية » فقد برىء غرينفالد هن تهمة
التشهير , مما اشار الى ان هناك اساسا متينا لاتهامه بان لجنة انقاذ كاستنر قد تعاونت
مع النازيين » وساعدتهم على قتل القسم الاكبر من يهود المجر مقابل السماح لها بانقاذ
اكثر من 7٠١ صهيوني بارز ٠ واخذهم الى فلسطين ٠ وقال القاضي في قضية كاستنر ,
بنيامين هاليفي : «١ ما كان يهود الغيتوات ليثقوا بالحكام النازيين او المجريين ٠ ولكنهم
وضعوا ثقتهم في زعمائهم اليهود ٠ وقد استعمل ايخمان وغيره هذه الحقيقة المعروفة
كجزء من خطتهم المحسوبة لتضليل اليهود ٠ واستطاعوا نقل اليهود الى ابادتهم بمساعدة
الزعماء اليهود ٠-٠٠ اما اليهود الذين حاولوا انذار اصدقائهم بالحقيقة فقد اضطهدهم
الزعماء اليهود المشرفون على ( عمل الانقاذ ) المحلي ٠ ان ثقة اليهود في المعلومات
المضللة ٠ وعدم معرفتهم ان زوجاتهم واولادهم وهم انفسهم سيرسلون اخيرا الى حجرات
الغاز في اوشفيتز جعلا الضحايا يبقون هادئين في غيتواتهم ٠٠١ وكانت رعاية النازيين
لكاستنر » وموافقتهم على السماح له بانقان ٠٠١ يهودي بارز 2٠ جزءا من الخطة لابادة
اليهود ٠ ان فرصة انقاذ اناس بارزين راقت له الى حد كبير ٠ واعتبر انقاذ اهم اليهود
نجاحا شخصيا عظيما ٠ ونجاحا للصهيونية ٠
ان التضحية بالمصالح الحيوية لاكثرية اليهود ٠ بغية انقاذ البارزين » كانت العنصر
الاساسي في الاتفاق بين كاستنر والنازيين ٠ وهذا الاتفاق ثبت انقسام الامة الى معسكرين
غير متساويين » جزء صغير من البارزين الذين وعد النازيون كاستنر بانقاذهم من
جهة ؛ والاكثرية الساحقة من اليهود المجريين الذين خصهم النازيون بالموت » من جهة
ثانية٠ وكان الشرط الالزامي لانقاذ المعسكر الاول مزقبل النازيين هو ان كاستنر لزيتدخلفي
عمل النازيين ضد المعسكر الآخر ٠» ولن يعيقهم في ابادته ولبى كاستنر ذلك الشرط ٠٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 85
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٧٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)