شؤون فلسطينية : عدد 86 (ص 214)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 86 (ص 214)
المحتوى
51
والبني والاخضس وبكل ما بينها ‎٠‏ تستدفىء في شمس الاصيل ؛ ترني الى نور وذهب والى
قلبها اللرتعش خصبا ‎٠‏ وتنزف ‎٠‏
« فليأخذهم الشيطان » » قال غابي » « اية اهاكن جميلة لديهم ! » ‎٠‏
‏« كانت ! » اجابه عامل اللاسلكي , ‎«٠‏ انها الان لنا » ‎٠‏
« على مكان كهذا » » قال غابي , « كان شبابنا يقاتلون كمن لا اعرف ماذا 2 رهؤلاء
يهربون ‎٠‏ انهم لا يحاولون حتى القثال ! » ‎٠‏
« دعنا من هؤلاء الاعراب ‏ انهم ليسوا رجالا » ؛ اجاب عامل اللاسلكي .
« ساخبرك ماذا » » قال غابي , « انك بقس ما تراه جميلا لديهم الان ‏ فانه » عندما
ناتي الى هنا . سيكون اجمل الف مرة ‎٠٠‏ ثق يذلك !م ‎٠‏
« اين ! لقد كان شيوخنا يكسرون رؤوسهم ذات يوم من اجل قطعة ارض ‏ اما اليوم »
فائنا تاخذها بسهولة ! » قال عامل اللاسلكي , وعاد الى جهازه » وهو يفرخ خاطره ‎٠‏ على
ما يبدى » ويفكل في أمون شتى وشذر *
تعاظمت الشمس , واعتدل النهار في السهل ‎٠‏ لن اعرف لاذا تملكني شعون بالوحدة
المقيتة فجاة ‎٠‏ كان من الافضل لو انني تركت كل شيء في تلك اللحظة وذهبت الى البيت »
المحارك » العمليات » المهمات ؛ كانت كلها غريبة عني ‎٠‏ وكل اولثئك العرب القذرون ,
المتسللون لاحياء نفوسهم القاحلة في قراهم المهجورة ,» اصبحوا مقيتين مقيتين الى حد
الغضب , فما الذي نريده منهم ‎٠‏ اي دخل لنا , لشبابنا وايامنا العابرة / بقراهم المقملة
المبققة » المقفرة / الخائقة / فاذ! ما كان قد تبقى لنا ان نحارب ؛ فتعالوا نحارب وننهي
حرينا ‎٠‏ واذا ما كانت الحروب قد انتهث فدعوئا ذهب الى البيت ‎٠‏ لم يعد ثمة طاقة
على الاحتمال لا هئا ولا هناك ‎٠‏ هذه القرى الخاوية اصبحت ثثير الاعصاب ‎٠‏ لقد كانت
القرى ذات مرة , شيئا ما نهاجمه ونحتله » بالاقتحام ‎٠‏ واليوم ما هي الا خواء فاغر
فاه يصرخ صيراخ عبمت بائس ومشؤوم على السواء ‎٠‏
هذه القرى الخاوية » سياتي اليوم الذي تبدا فيه بالحويل ‎٠‏ تمر بها , فتلقاك فجاة ,
وبكل براءة » ودون ان تعرف من اين » عيون جدران » وساحات وازقة خفية ترافقك
دونما حديث ‎٠‏ صمت دمار مهجور ' فتنقبض كليتاك ‎٠‏ وقجاة ‎٠‏ وقي عن الظهيرة اي قبل
الغروب تبد؛ القرية التي كانت قبل لحظة فقط مجرد وشي اكواخ مقفرة , يلفها صمت
اليتيم » صمت قاس ونحيب جنائزي يفطر القلب . تبدا هذه القرية ؛ الكبيرة البائسة ,
وتغني غناء الاشياء التي فارقتها روحها ؛ اشياء ادمية عادت الى جمادها وتوحشت ؛ غناء
نذير كارثة مفاجئة ساحقة كان قد تجمد وظل كلعنة توقفت على الشفاه , وخوف , يا اله
العالمين ‎٠‏ خوف مروع يصرخ من هناك » وبريق هنا وهناك ؛ بريق ثأر , يدعي الى الحرب,
واله انتقام يطل ! ‎٠٠١‏ هذه القرى الخاوية ‎٠٠١‏ الست مذنيا حقا الى حذد ما هنا , ام
ماذا ؟ اشباح ضخمة لاشياء ,لم يصدق موتها في البارحة بعد , متشابكة . هامدة ,
مطوية , متلاصقة , كسؤال يطرح نفسه , او ملاحظة جانية , كتلك التي لا بد ان نبدي
بها شيئا ما عن شيء ليس هى اياه , ليس هذا البتة , الذي يترك فيك تجهما كريها ,
كنوع من الشفقة على متسول / مشوه قذي , لا تثير الا الغضب وانقباض النفس ‎٠‏ الذي
لا حل له الا التخلص منه , وان تنتزع نظرة غاضبة وتقذف بها هذه القرية ‎٠‏ تلك التي
تاريخ
يناير ١٩٧٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39480 (2 views)