شؤون فلسطينية : عدد 89 (ص 84)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 89 (ص 84)
- المحتوى
-
8م
السنة وفي هذا الصدد نجد اجماعا على أن الاسماعيلية خارجة عن الاسلام
وتردد! يشان الامامية بين الاكفير والتبديع ٠ واذا اخذنا الصيغة السنية للاسلام
فان هذه الاحكام ليست جائرة بحق الشيعة ٠ انها مسؤولية القرار الديني في
ضوء الاصول المرعية ٠ هو الاخر اي اصوله الثابتة في نفس الكيان . همذا
عندما نضع في الحساب انه يأخذ امتداده داخل المجتمع الاسلامي . دون ان
يتوصل الى حد اختراق الحاجز بين دار الاسلام ودار الكفر , اى ان يصب_ح
شرحخا في جسم الحضارة الاسلامية ٠ نحن هنا يازاء امور لا يغيها المفكر السني
الذي حكم على السهروردي بالاعدام , فالمجتمع الذي ترعرت فيه هذه الفرق
والاتجاهات كان يؤلف وحدة انثربولوجية عريضة تندرج تحت ما سمي في
التاريخ « حضارة الاسلام ٠» ومقومات هذه الحضارة تتألف من نفس تلك
الاتجامات المتعارضة في رؤيتها الدينية ما بين التشبيه الحنبلي والالمساد
الفلسفي «وبالتالي فاذا استطاع الفكر السني ان يخرج عناصر كالسهروردي
او الرازي اى ابى طاهر القرمطي من دائرة الدين فقد تعذر عليه اخراجهم من
دائرة الحضارة » اي من هذه الوحدة الانثروبولوجية التي وقفت خلال عصورها
المتاريخية المحددة في مواجهة الوحدات الاخرى المعاصرة لها ٠ والمروق الشيعى
قطاع من هذه الحضارة يمكن ان يختلف معه القطاع الاخر ويحكم عليه بالموت
والنار لكنه لا يملك تغريبه الى عالم آخر » فيضعه مثلا على ملاك صلدبي او
مغولي أو صيني ٠ ولا مناص من القول هنا ان الحضارة الاسلامية للم تكن
تجسيدا حاصرا للعقيدة بقدر ما هي ظاهرة عامة ترتبت ٠ سياقيا » على الحركة
التاريخية التي اثارها محمد في مكة ٠ وتحن نعرف ان هذه الحركة كانت منذ
البدء ذات افق شمولي اقترن بالنزوع الى الامتداد » ومن ثم /» الى التشكل في
كيان حضاري متكامل ٠ ونحن نعلم ايضا انها بدأت من كتاب , ثم اسدمرت في
صعودها الى ان تجاوزته لتصبح في نهاية المطاف نفيه التاريخي المحتوم *لكنه
نفي يحمل بقدر ما هى امتداد للبدء » ضروري وغير مقطوع ٠ جوهر النفي
الديالكتيكي المستند الى اتصال الحركة الحلزونية , أي أنه نفى يتضمن المنفى
بالغائه واستيعابه في سيرورة تطور هيغلي متدري من اشكال الفكر البسيطة
مصادر صدر الاسلام الى اشكاله الارقى فلسفة العصر العباسي الاندلسي
وبكلمة اخرى : ان الحضارة الاسلامية لم تكن لتظهر ل لا هذا الكتاب , ولم تكن
لتنضج وتدرك غايتها القصوى , المحددة تاريخيا . لولا ان تتجاوزه » أي لى لم
تدمجه في كيانها اللاحق ؛ لتجعل منه جزءا مننيا في الكل ٠ وقد واصلت
الحضارة صعودها ما دامت ضمن هذا المنحنى الجدلي » حتى اذا دنت من
مرحلةالسقوط استعادت دورتها في عملية ارتداد شاملة وحادة عاد بها الككل
منفيا في الجزء , الذي استعيد آنذاك في حالة من غربة الانقطاع عن الجذور , - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 89
- تاريخ
- أبريل ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39483 (2 views)