شؤون فلسطينية : عدد 89 (ص 129)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 89 (ص 129)
المحتوى
اخيل
الانتماء التام الى الكيان » رغم وعيي بصورية الامر كله ‎٠‏ وكان عزائي أن موعد
فك الارتباط مع الكيان قد اضحى قاب قوسين ‎٠‏ وبالفعل ‎٠»‏ فقد غادرت ميناء
حيفا » متوجها الى نيويورك : بعد اقل من اسبوعين , يتاريخ ‎١١‏ آب
( اغسطس ) ‎٠ 1١959‏
تحمامة صيف
هكذا . عدت الى بلدي , معليا » بعد حوالي نصف سنة على ابعادي عنها ‎٠‏
‏عدت اليها وقد اكتسبت « جنسية اللجوء » ؛ بواقع مروري العاير في الاردن
وسوريأ ‎٠‏ واقامتي في لبنان حوالي خمسة اشهر ‎٠‏ وبالفعل فقد جرى تسجيلي
فى احصاء اللاجئين الفلسطينيين هناك ‎٠‏ واصدرت وكالة الغوث لي بطاقة تموين
( اعاشة ) ‎٠‏ وفي الاردن ‎٠‏ كانت السلطة قد اصدرت لي بطاقة هوية » لضرورات
السفر الى لبنان » مرور! بسوريا ‎٠‏ وما دمت قد ابعدت » واصبحت لاجدًا في
فترة معينة » هي المحددة في « قانون احوال الغائبين » » ققد حق علي الغياب
قانونا في اسرائيل ‎٠‏ وعليه . ولتثبيت ذلك وتوثيقه . اعطيت الهوية الدمراء ‎٠‏
‏فصارت اقامتي قي بلدي مؤقتة ‎*٠‏ وعزلت عن المشاركة في حية الكيان
السياسية ‎٠‏ اذن , الابعاد للتغييب ‎٠‏ والتغييب للعزل . والهوية الحمراء تذكرة
عدم الاستقرار ‎٠‏ وما دام الكيان قد غيبني عنه , فقد اصيح هو بطبيعة الحال
غائبا عني ايضا ‎٠‏ ولما عزلني عن الانتماء اليه وهو الاقدر على الحسم في
الامر » فقد فرض مبدا الاعتزال المتبادل بيننا ‎٠‏ واذا هو اصدر قرمانه يأن
اقامتي في بلدي مؤقتة . وذلك بشهادة الهوية الحمراء ‎٠‏ قانه لم يرك لي الا
قرصة الرد بالمثل + واعتبار اقامته هى في بلدي اذا مؤقتة ايضا ‎٠‏ ودونت سءجل
العلاقات بيننا بالاحمر . كلون هويتي » واعتبرت الامر كله غمامة صديف وترحل ‎٠‏
‏وكذا فعل الكثيرون من « عرب الداخل » ‎٠‏
نعم » « عرب الداخل » ‎٠‏ مصطلح جديد : ومدلول مستحدث ‎٠‏ كانت هناك
اسماء لمسميات كثيرة » قسمت العرب الى اعراب ‎٠‏ والدوم كنية جديدة » مؤشر
ألى مزيد من التفتيت ‎٠‏ « عرب الداخل » لتمييزهم عن « عرب الخاري » ؛ الامر
متعلق بالشعب الفلسطيني طيعا ‎٠‏ وعرب الداخل هم ايضا « عرب اسرائيل » ,
او « العرب الاسرائيليون » ‎٠‏ وهذه مفارقة غريبة ‎٠‏ ونحن في الداخل عشنا
مفارقات كثيرة ‎٠‏ لقد فرض علينا التقولب في هذا الاناء غير محدد الشكل ‎٠‏
‏لا الاناء تكورليتلاءم مع شكلنا » ولا نحن تقولبنا انتكيف مع تضاريسه * وبقيت
تنقصنا المرونة اللازمة للتاقلم فيه : كما ظل تصلبه هى يحول دون تطابقه ممسع
قدنا ‎٠‏ ويتنا على تنافر مستمر ‎٠‏ لقد حشرتاً فيه قسرا ‎٠‏ فاصبح لا يطمئن الى
وجودنا في احشائه , بقدر ما لم نستكن الى مستقرنا في جوفه * والاكيد أقه
تاريخ
أبريل ١٩٧٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39478 (2 views)