شؤون فلسطينية : عدد 94 (ص 19)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 94 (ص 19)
المحتوى
18
( ولا تقول التفاهم ) من مستوى بعيد بلغته-في « سالت ‎١‏ » الى مستوى اعلى بلفته في
« سالت ب ؟ » على الرغم من استمرار الصراع بين الدولتين في كافة ‏ المجالات ‎٠‏ بما فيه
مجال التسلح الاستراتيجي نفسه ‎٠‏ ونشأ عن .هذا الفهم ادراك بانه لم يعد ثمة مقر من المضي
قدما في عملية الحد من الاسلحة الاستراتيجية ووقف سباق التسلح الاستراتيجي . أي أنه نشاً
ادراك متبادل لضرورة الاتفاق على تجميد هذا الشكل من اشكال الصراع في ابعادها التي
تعني - اذا انطلق انصارها واذا لم يتم اتفاق على تجميدها ‏ فناء طرفي الصراع . وقد كان
تجميد هذا الشكل من الصراع محكوما يعامل « الرعب النووي ‎٠»‏ رعب الدمار الشامل
للخصمين بل للبشرية جمعاء ‏ مع استمرار التناقض بين النظامين ومصالحهما واهدافهما .
غير انه من الواضح ان طاقة الصراع الناشئة عن هذا التناقض تتجه , اكثر من قبل » نحو
اشكال الصراع التي لا تدخل دائرة الدمار الشامل . اي الى اشكال مثل الحروب المحدودة
والتنافس الاقتصادي والتكنولوجي .
وينبغي عن هذا الجانب من الموضوع ان نتنبه إلى حقيقة ان وصول معرفة الدولتين
الكبريين بامكانيات الدمان الشامل التي تملكها كل منهما الى حد التسليم بضرورة وضع حد
لمزيد من التراكم لقدرات التدمير الاستراتيجية قد سبق حدوث توازن موازي في قدرات الدولتين
بشكل عام. يمعنى ان الاتحاد السوفياتي الذي استطاع أن يحقق الكثير في تطوير قدراته
العسكرية الاستراتيجية خلال السنوات العشرين الماضية , وانجز فتوحات تكنولوجية ضخمة
في مجالات التكنولوجيا الفضائية ذات العلاقة المباشرة اى غير المباشرة بالقدرة العسكرية ( مثل
مجال الفضاء) ‏ لا يزال دون مستوى الولايات المتحدة من حيث القوة الاجمالية الاقتصادية -
ولاينطبق هذا على مجموع دول المعسكرين » حيث لا يزال المعسكر الرأسمالي متقدما اقتصاديا
على المعسكر الاشتراكي بمقاييس اجمالي الانتاج القومي , ودخل الفرد ؛'والكفاية الانتاجية
‎١‏ للقوى العاملة » وحتى في حجم التراكم الرأسمالي اللازم للاستثمارات ونسبته من الدخل
القومي . وتنعكس هذه المفارقة في حقيقة لا بد من ان تتضح عند تقييم اهمية ما حققه الاتحاد
السوفياتي من توازن استراتيجي مع قوة الولايات المتحدة العسكرية , وهي أن ما يتحمله
الدخل القومي السوفياتي ‏ ويالتالي دخل الفرد السوفياتي ‏ من نصيب لتحقيق هذا التقدم
الاستراتيجي يقدر بضعف - واكثر من ضعف -_ما يتحمله الدخل القومي الاميركي - ودخل
القرد الاميركي ‏ في سبيل الحقاظ على هذا التوازن
وهنا يبرز عامل « العقيدة » اى التوجيه الايديولوجي الذي مكن النظام السوفياتي من جعل
هذه التضحنة ممكنة في المجتمع السوفياتي :. وهى عامل له اثاره ليس فقط على تحقيق هذا
التوازن ؛ بل له اثاره بالنسبة لاي تصور بامكان حدوث الصدام العسكري الفعلي بين الدولتين
أى المعسكريين . وبمعنى اوضح قانه اذا كانت « الايديولوجيا » قد لعبت دورا في تمكين الدولة
الاشتراكية من تحقيق هذا الانجاز في المجال العسكري الاستراتي تيجي ( النووي والتقليدي في
الواقع ) قانه من المتوقع ان تلعب أيضا دورها المؤثر في حالة ما اذا وضع هذا الانجاز موضع
الاختبار العملي في صدام عسكري على اي مسرح كان . وبالفعل فقد بدأ الكتاب الاستراتيجيون
الغرييون انفسهم - ف وقت متآخر - يتتبهون الى ما للبعد الايديولوجي -والاجتماعي لمن
أهمية في مشكلة التوازن الاستراتيجي ‎٠»‏ وظهرت في السنوات الخمس الاخيرة يحوت ودراسات
تاريخ
سبتمبر ١٩٧٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 37827 (2 views)