شؤون فلسطينية : عدد 94 (ص 38)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 94 (ص 38)
- المحتوى
-
ذا
الرجال والنساء الذين كانوا يدافعون عن حيفا لم يعودوا هناك . كانوا وحدهم . كانوا
امواتا . كانوا يحتضرون . كانوا جزحى : ثمْ يذهب الناسن ': والراديو مات . وقبل أن يموت
يصدر احدهم البيان رقم ١5 على الهواء .. وماذا كان البيان رقم ١5 ؟و8 ؟ واللانهاية ؟ ولكن
لم يكن هناك بيان رقم 17 . فالأثير كان مختنقا بالنار . واليأس . والموت . ومنذ ذلك الحين ٠
يتساءل الناس لماذا انا استعمل النفي المزدوج حول منزلي ,» غير عابئين بجدراني المكسوة
بالكتب . وماذا استُعمل عبارات مثل الامة والوطن والحقوق غير القابلة للتحويل . منذ ذلك
الحين » سافرت عبر امم كثيرة . طاويا امتي في ذكريات فتية عاجزة وقد كنت أخشى ان احدا ما
سيراها ويخنحك علي . ولكن في جِمَيع تلك ألمذن الاجنبية كنت متذثرا بنغاطف مطنّ سميكة من
الآخرية قبل ان تمطر بوقت طويل . وطوال ذلك الوقت بقيت مخلصا لمواقفي في منتصف الليل .
واليوم في بيروت ؛ بعد ثلاثة عقود , انا هنا لأبحث عن البيان الرقم 17 . واتساعل اذا كان
سيكون لنا ابدا مناطق محررة استطيع الذهاب اليها وان اكون واشعر فيها بالحرية .
كيف افسر , أآلِيوم » موت ابي ؟ كيف افسر تقليد اللاجئية الذي نقله الي في الخمسينات
عندما اصغزت الى تمتماتة حول كم اننا سنعود جميعا سزيعاً وييقين سريعا... ؤستنتهي جميع
الآمنا . انتظر حتى نعود , ولن نعاد نحن والكون الى سبيلنا الذي حتمه القضاء والقدن الا
عندما نعود.. هو يذهب الى الاونروا ليتسلم الخصص ويعتمر حطته ويرتدي شزواله فيما ينتظر
في الصف . تحن :لاجئون + يقول , انتظروا.حتئ نعون :. وتبدأ كلماته في اكتساب أحرف كبيرة
في وعيي . واسأل والذي اي نؤغ من الحقيقة سنبنئ. غندما نعود , واي نوع من العالم سنعود
اليه . فيقول لي ان هذا لا يوجد الا في قلب الشاعر . متل هذه المجازات الزائعة اتغلمها منه .
وهو يمضي بقية ايامه معتنيا برماد نظام منطقه المدمس المحترق .> آملا في إن تقفز منه ومضة .
عالم والدي ٠ في السنة الثالثة في الغرية ٠ قد اخذ يسوء وصوره الشرسة تظل تضغط بصورة
لا تطاق على روحي .
في هخيم. اللاجئين الذي ,اقمنا فيه , في الاعوام الثلاثة الاوى من غريتنا ,تحكم'خياتنا
حاسة مريعة من لاجئية ابي ممسزوجة مع دفق قوي لا يمكن تفسيدة من العلاقة + ول
الصيف , الحر شديد الشراسة ويطن في الهواء ذباب كبير . وكل شيء بطيء الحركة هادىء :
وناكم . والكلاب” , كالاطفال '* تظهن العظام تحت تخت جلدها وترقد ف ظلل الخيام وق الساعات
بَعْد الظهز"+ لاأيمكن رؤية الناس في اي مكان ؛ في ما عدا امرأة تشاهد احيانا تسير على الدرب
الترابية الى مضخة الما مع مقلاتها .لا اخد يعرف انثا هناك .ولا اخد يستطيع ان يعرف ما
اذا" كنا مهملين او منسيين - ويعد فترة من الؤقت لا يعود الامر يهم .
في المساء يجلس الشيوخ في مقهى الشارع الجانبي للمخيم المضاء بقناديل الكاز .
ويتحدتون باختلاس” الى بعضهم البعض '. والكلمات احيانا مشبوية العاطفة”. غضبى .
يُتَكَلْمَونْ عن فلسَطين” . عن العودة '. يتكلمون يثقة . بأمل , عن مناقشات الامم المتحدة . ولا
احد يشك أن بقاءهم هنا هى مؤقت , ويدل ذلك يتكلمون عن الصعويات التي يلاقيها
الفلسبطينيون ؛ عن كسب. الززق ٠ والحصول على :تصريح..عمل :. وتصنزريح. اقامة ٠ وتصريح
لعبور الحدود ٠ وعن اي زعيم عربي طعننا اكثر في الظهنمن الزعماء. الآخرين ؛ وعن أية دولة - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 94
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22437 (3 views)