شؤون فلسطينية : عدد 94 (ص 49)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 94 (ص 49)
- المحتوى
-
م
كان من شباب اليسار الهجلي ٠ ولكن مذهبه كان في جوهره اخلاقيا صوفيا ؛ فقد تأثر
بسبينوزوهيجل وكذلكفيورياخ 267 .. وكون اشتراكيته في البداية والتي سميت بالاشتراكية
الحقيقية » على اساس فلسفي ميتافيزيقي بحت ., بعيدا غن النضال العملي » ودون ادراك لدور
العؤامل الاقتصادية في حركة التاريخ والواقع » ولا معرفة بالطبقات.العاملة.أو: اتصالاتها ,
وعندما اضطر الى ترك بلاده المانيا في خضم النضالات الديموقراطية والثورية لذلك الحين » لجا
الى فرنسا واتصل بالاشتراكيين الفرنسيين واصبح عضوا في العصبة الشيوعية ؛ ( التي
اسسها في الاصل الديموقراطيون الالمان المتقفون الراديكاليون والعمال في باريس سنة ١811 )
"> وهي التي كلفت ماركس وانجلز بكتابة البيان الشيوعي ٠ وظهر قبيل ثورة فبراير سنة
في باريس .
وقد استعار هس مفهوم اغتراب الانسان من فيورياخ , ولكنه نقله الى الميدان
الاجتماعي .. فاغتراب الانسان عن جوهره يميز نمط الانتاج الرأسمالي الذي يغرس الانانية
ويولدها نتيجة المناقسة ؛ ولاجل القضاء على الاغتراب وعبودية الانسان للمال ومن أجل أن
يتخلص الانسان من الانانية » ويحيا حياة جماعية مشتركة واخلاقية ٠ لا بد من القضاء على
النظام الرأسمالي ؛ حتى يتمشى الانسان مع طبيعته الحقة » ويجعل من حب الانسانية قانون
احداته(*1) 8
ولكن اشتراكيته كما بين ماركس , مثل اشتراكية جميع الاشتراكيين الاصلاحيين
البورجوازيين الصغار , لا تعير عن البروليتاريا الثورية ولا آمالها ٠ بل عن الطبقات المتوسطة
الصغيرة . لذلك ظلت تستند الى مفهوم من التضامن البشري . تفتقد تماما مفاهيم التمايز
والصراع الطبقي . وتقوم مشاريع الاصلاح التي يقدمها هؤلاء الاشتراكيين ومن بينهم هس
على معاني التضامن البشري العام . بوصفها قوة طبيعية كبرى , عاقتها الأنظمة الاجتماعية
السيئة عن الافصاح عن نفسها في بناء سليم للعلاقات الاجتماعية . ومن هنا فقد انتهى الى
اشتراكية عاطفية20© .
ويشدد ماركس وانجلز في « الايديولوجية الالمانية ٠ على هذا الصنف من الاشتراكيين الذي
تغيب عنه الرؤية الطبقية ٠ ويدعونا بدلا من ذلك الى أن نرتفع فوق الاشتراكية والشيوعية ,
لنصل الى الوحدة الاسمى التي تجمع بينهما , والتي تتمثل في النزعة الانسانية » فنحن جميعا
على حد تعبير هس الذي ينقله ماركسء, كائنات بشرية ... نحن جميعا اخوة .. نحن جميعا
احبة(22 ثم يمضي ليقول أنه سواء كنا كائنات بشرية أى وحوش أو نباتات أى حجارة : فنحن
جميعا أجسام ؛ وعندما يتحرر الانسان من آخر القوى الخارجة عليه » يصبح صالحا وقادرا
على النشاط الاخلاقي . متجردا من الانانية ويعلق ماركس واتنجلز على ذلك بأن كل هذه
العبارات الطنانة عن التحرير الخ . وعن الانسان الذي تحرر , تبدو فيها المشكلة وكأنما قد
حلت من الاساس , وأن التورة والمال وقيرها قد كفا عن الوجود , ويصبح الوصول الى
الاشتراكية أى الشيوعية على هذا الوجه طريقة ال ميتافزيقا .
اما ماركس فعلى خلاف هس تماما , يرفض هذا المنهج والمفهوم الذي يقوم على الانسانية
العامة , التي لا تمايز فيها ولا صراع , والتي تتيح للبورجوازية الصغيرة الفرصة لممارسة - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 94
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39480 (2 views)