شؤون فلسطينية : عدد 94 (ص 55)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 94 (ص 55)
- المحتوى
-
كك
بوليتاريا. ومن هنا فلا بد من خلق البيئة الاجتماعية اليهودية الطبيعية ومن هذه الزاوية تبدو
الصهيونيةضرورةتاريخة! !2*0" ذلك أن تشكيل بروليتاريا يهودية طبيعية في الزراعةوالصناعة
الاساسية ان يتيسر الاعن طريق « الحكم الذاتي على ارضه وحدوده السياسية » في بلد متخلف
وهي ارض لا بد ان تكون شبه زراعية لان هذه الارض وحدها هي التي يستطيع رأس المال
المهاجر , المتوسط والصغير وقوة العمل اليهودية , أن تنفذ اليها وتتسلل , وفي مثل هذه البلاد
آلتي لم يصيها التقدم ولا زالت قاصرة عن النمو يمكن « أن يتحول الى كائن اقتصادي مغلق»
لا خوف عليه من أي مناقشة ٠ ومن هذه اللحظة يمكن للبروليتاريا اليهودية أن تتشكل
وتكتسب تركيبا طبيعيا وتخوض صراعها الطبيعي أيضا .. ويتبدى الاختلاف والصراع
الطبيعي في رأي بوروشوف بين الحزب العمالي الصهيوني والبورجوازية اليهودية في اختلاف
الاهداف . فالحزب العمالي الصهيوني يصر على الكفاح السياسي باعتباره الطريق الذي يعود
الى الاستقلال والحكم الذاتي السياسي ٠ بينما تأمل الصهيونية البورجوازية في تنفيذ مشاريعها
عن طريق. سياسات القمة ومشروعات الاستعمار الكولونيالي !!
ولكن لماذا فلسطين بالذات ؟ ! هذا السؤال يطرح نفسه بالضرورة ولكن بوروشوف يتهرب
عن الاجابة على هذه المسألة بالذات بصراحة ووضوح . والسبب بسيط فمشاريعه وخططه
العملية لا تخرج عن كونها تبريرا ذهنيا لدفعات ودوافع لا عقلانية77'» فليس بمقدور منظري
الصهيونية. العالمية أن يصلوا الى استخلاص واستنتاج العودة الى صهيون انطلاقا من
مقدماتهم التي يتحدثون فيها عن ٠ الضرورة التاريخية » لخلق المجتمع اليهودي .
والحقيقة ان تأكيد يوروشوف على ان الطبقة العاملة اليهودية لا يمكن أن تخوض صراعا
ناجحا وطبيعيا . وهي تفتقد القاعدة الاستراتيجية , يكذبه كل تاريخ الثورات البورجوازية
والاشتراكية والدور البارز التوري الذي لعبه اليهود كجماهير ٠ أو كقادة في هذه الثورات التي
لم تكن لتفرق من اليهودي وغير اليهودي ( روزا لوكسمبرج ومارنوف مارتوف وكامئنيف
وتروتستكي الغ ) .
لقد عزل بوروشوف قضية اليهود عن اطارها الاجتماعي والاقتصادي والتاريخي . بحثا
عن مخرج خارج هذه الأطر . ولم يكن من قبيل الصدفة أن يعجز يوروشوف عن تقديم أي
تحليل تاريخي مادي يفسر به اسئتمرار الشعب اليهودي في نظره : لان مثل هذه الدراسة كفيلة
بكشف الاسس الصوفية السلفية التي تقوم عليها معتقداته الصنهيونية . والواقع ان تلاميذة
قدموا التفسير اتطلاقا من المقولات الحيوية العنصرية الشائعة في تراث القومية الرجعية في
عصرهم . فقد فسروا استمرار الشعب ٠ بالقوة الحيوية » التي وصفوها بانها « لغز التاريخ »
مطبقين هذا التفسير على العديد من الاقليات في العالم .
هذا بوروشوف يذكر في بعض كتاباته فلاحي فلسطين من العرب مثله في ذلك مثل احد هآم
الذي رأى الحل , عندما ادرك استحالة استيعاب فلسطين لكل اليهود , في انشاء مركز روحي
بها » اما بوروشوف قيدعوا الى التضامن مع هؤلاء القلاحين !! هكذا !! في نفس الوقت الذي
يركز فيه على المهام العملية للاستعمار الكولونيالي ٠ والتي لا يمكن ان تنجز الا على حسابهم :
وهى لا يجد غرابة وهى العدو العنيد للاندماج في أن يتصور ان العرب الفلسطينيين - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 94
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39480 (2 views)