شؤون فلسطينية : عدد 94 (ص 166)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 94 (ص 166)
- المحتوى
-
الخارج أم.صامتاً في المنفئ لا بدلهم من التوقف
عند الصراحة الفكريةو: الحقيقة» الملازمة للانسان
الذي لا يستطيع العيش بدون”« خقيقة 6 : « ولكل
أنسان حقيقته » يضم جياته حولها فتحدد أهدافها
وتعطيها دلالة ومضعونا ٠ ( المقدمات .ص ؟١ ) .
لقد تزامن بلوغ هشاعم شرابي الأريعين من عمره مع
« صدمة الخامس من خزيران » . فكتبٍ متذكراً هذا
التزامن الموحتي والمطهر للفكر من رواسب الماضّي :
العبارة التوقيقية التأليه :
٠ يقال , عندما يدخل المرء في الأزيعينات ينسى
حماقات الشباب ويصبح محافظا , متشددا . بلغت
الأريعين , ولكن . .بدلا من ان اصبح محافظناً
أصبحت ثوريا بتفكيري . فقد كانت سنة 15071
بالنسبة الي بداية مرحلة جديدة من حياتي اخذت فيها
باعادة النظر جنريا بمواقفي القكرية والسياسية
السابقة جميعا . وكان ذلك نتيجة لالتقاء سنواتي
الأريعين يصدمة الخامس من حزيران » ( مقدمات
لدراسة المجتمع العربي » المقدمة , ص ؟١) .
فالقارىء لمذكرات شرابي والمطلع على .أمر هذا
التحول الجذري في مواقفة الفكرية غداة هزيمة
الخامس من حزيران 15719 , لا تفاجيه بعد إلآن تلك
العبارات التي يصِف بها موقف شارل مالك من الذين
م شبوا عن الطوق .. وخرجوا عن. الدوران في فلك
لهجة التسلط الكلامي والعجرقة الجوفاء واساليب
التهكم الفكري ..٠ ولقد جاءت الإحداث. التسي
شهدها لبنان منذ ما ينيف على العشرين عاما , لتثيت
صدق وصحة التحليل الذي يقدمه شرابي في الجمر
والرماد . ففي خريف العام 147١ , تسنى للمثقف
العزبي الذني درس الفلسفة في الجامعة الاميركية
بنييوّت تحت إشراف شارك: مالك وتعرض لوطأة
إسلوب التلقين» السلطوي. »-ان. يكتشف بصورة
قاطعة ومشرقة حقيقة الذين يتكلمون « باسم الحق
والقيم العليا » ٠ وليس عنى” القارىء. الراغب في
التوسع الا الرجوع الى كتابات سعيد:تقي الدين »
بحيث تطالعه:مكتشتقات شرابي بمفعولها الزْجعي ٠
ولا منيما.ف تلك المقالة الثابتة:التي تزتجع: ان عقدين
من الزمن. وعنواتها « خلينا نشوفك » والن سنعيد
تقئ. الدين يرجع الفضل: الاول والاخين في تحت لفظة
«.الشملكة »:( من شارل مالك. ) ! وفي .معرض
أشارة .هشام شرابي الى قطع. صلاته وعلاقاته
القكرية بشارل مالك ( « منذ ذلك الحين اتقطع
11
الرياط الذي جمعني بشارل مالك . ولم يعد بالامكان
تسويغ علاقتي به » ٠ ص 7١ من الجمر والرماد ) ٠
ومنعا للاطالة المملة . يجدر بقارىء المذكرات ان
يتذكر تلك الكلمات التي وردت قي“ خاطر شرابني
مقتبسة عن المقكر الفرنسي : موريس ميرلويونتني
٠ تكمن في الشخص الذي ينادي دائما بالقيم العليا
والأخلاق السامية وداخلية الانسان نزعة خقية
للعنف والحقد والتعصب» . رص 75 )
والنتيجة المنطقية لمسار تفكير استاذ الفلسفة
الذي غادر الجامعة ليشغل: منصب وزير ليتستان
المفوض في واشنطن سنة 1945 . لا تتكشف أمام
طلابه حينذاك , اذ اعتبروا رحيل استاذهم بمثابة
خسارة لهم ومكسبا تجنيه اميركا . فالشق الثاني
جاء بالفعل مكسبا أميركياً دون تردد :
٠ ولم يخطر ببالنا آنذاك ان ما سيفعله مالك في
الولايات المتحدة هى التخصص في مهاجمة
الشيوعية ومدح المسيحية , ودعم الحرب الباردة
ليعود الى لبنان ويصبح ايديولوجي اليمين المسيحي
المتعصب ع( ص 55 ).
على أن المثقف العربي هشاح شرابي في بحثه عن
الثقافة الليبرالية النقدية (موقد افشلت الجامقة
الأميركية في تلقيني إياها » ) يتابع مسيرة وعيه من
خلال التحاقه بجامعة شيكاغى فيبقى طيلة فترة
طويلة نسبيا اسير الالتزام المسيق بوجهه نظر معينة
« تعبر عن الايديولوجية المسيطرة , وطابعها. التأمي
التجريدي. » الذي يميز القكر اليورجوازي باكلمه ٠»
( ص ١2١. ) فالفترة التي امضاها الوعي في دراسة
الفلسقة تتيمن الى حد ما بمحاولة « التخلص من
ادران تقافتي الماضية » . لكن سفينة الوعي تسير
مع التيار السائد , مما يؤدي بالتالي الى تقيل المواقف
الليبرالية المحافظة « دون تساؤل » ويم الذي
يشتهر عند عارقيه ومقدريه بكثرة التساول والتلذذ
اللاواعي بطرح الاسئلة يمنة ويسرة دون كلل أو تريث
لاستقبال الجواب واتاحة الفرصة لصدور الرد .
بيد ان الصدق المقنن يبقى رائد المذكرات في
تداعيها 'التقسي“والزمني' هذا بالاضافة الى نزغة
الانتقاء والتوقف غند احداث وظوًاهرامنعينة والتركيز
عليها دون سواها : وقد تكون: لقظة' « التامرك' »
الفكري غير منصفة على الاطلاق » ومن الاتسنب ان
نصضغي اليه متذكرا سيرة وعيه بين“الجمر والزما : - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 94
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39479 (2 views)