شؤون فلسطينية : عدد 94 (ص 167)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 94 (ص 167)
- المحتوى
-
1
« فصار تفكيري مشبعا بالنظرة اللييرالية
الاميركية ( الانجلوسكسونية ) » واتخذنت موقفا
معاديا للشيوعية والاتحاد السوفياتي . وقيلت
بنظرية التناقس الحر والديمقراطية البرلمانية دون ابي
تساؤل او تردد ٠ رص .)١٠١
وهذا ما يجذبه عن وعي او لا وعي الى الدوران في
قلك الشملكة . قالتحول الجذري في الموقف الفكري
ترتب عليه الانتظار حتى نكسة الخامس من حزيران
في التقائها مع بلوغ المثقف العريي صاحب المذكرات
عتبة الاريعين من عمره .
اما بالنسبة الى الواقعة التي تنطلق منها مذكرات
الجمر والرماد « غادرنا بلادنا في وقت محنتها دون
أي تردد أى شعور بالذتب ٠» ( ص ) ١5 فان
شرابي يحاول تفسير هذا السلوك دون تبريره » وهو
يعترف بعجزه التام عن القيام بذلك . وهنا يضعنا
وجها لوجه أمام طبيعة الموقع الفكري لطبقة أو فئة
المثقفين في المجتمع . ويلقي شيئًا من الضوء على
طبيعة وملابسات الدور الذي ينتظرهم اويناسبهم :
« ريما كوننا مثقفين ساعد على ذر الرماد في
أعيننا » فصرنا نرى الأشياء من زاوية الفكر المجرد
وحده , وهكذا بدت الدنيا لنا موضوعا لكلامنا
وفكرنا . لا مجالا لتحقيق افعالتا وأعمالنا , ( ص
)ع
لقد اختار شرابي كطالب 'جامعي أن يدرس
الفلسفة تبعا لرغبة كانت تدفعه بالحاح ٠ في ان
اتخلص من حالة القلق النقسي والضياع الفكري
ألتي كنت فيها (٠ ص 57 ) . وقد يضيق بنا منجال
هذه المراجعة لو شئنا التوقف عند القليل فحسب من
* يريدنا شرابي في مذكراته ان تخرج بانطباع مؤّداه
ان المثقف الملتزم بموقف حزبي قد تخلى نهائيا عن
التزامه غداة أعدام مؤسس الحزب وف اعقاب عودته
الى اميركا هريا من الاعتقال والمطاردة . بيد ان
المقالة التي نشرها شرابي في العدد السنوي الممتاز
١9081551 ( ) من المجلة ( السنة الثانية )
بعتوان « فلسفة جديدة ٠ تتبىء باستمرارية في السير
على خط التفكير الحزبي وفي تقديم المزيد من
الشروحات لفلسفة العقيدة القومية الاجتماعية
وصفاتها البارزة .
إانظر مجلة فكر , العدد 55 . +7 . السنة
تفاصيل المراحل التي مر بها تطوره في حقل دراسة
الفاسفة , والاشخاص والمفكرين الذين يأتي على
ذكرهم معترفا بقضلهم ومشيرا إلى التأثير الذي
مارسوه والوقع الذي تركوه في نفسه .
كما انه لا يسعنا التوقف عند التاحية التي تشغل
القسم الأكبر من الجمر والرماد , ألا وفي انضمام
هشام شرابي الى الحزب السوري القومي الاجتماعي
في 19 حزيران 1547* , بعد أن سبق له الالتحاق
بجمعية سرية تهدف الى تحرير الوطن العريي
وتوحيده . فالجو الفكري والعاطفي الذي انتقل اليه
صاحب المذكرات لدى ٠ انتقالي فكريا من مركز
القومية العربية الى نقيضها القومية السورية «لم
يتميز كثيرا عن الجى الذي كان فيه . والتحول
الجذري الذي مربه تفكير شرابي وموقفه بعد مرور ما
ينيف على العشرين عاما منذ انتقاله بين القوميتين
يتجلى على افضل وجه في الفقرة التالية التي من
شأنها اثارة الانتقادات الشديدة ٠ اذ يقول :
« فالموضوعات التي كانت تمثل لي في ذلك الحين
صلب الحقيقة لم تعد الأن تعني لي الكثير . موضوع
الأمة, ماذا يعني لي اليوم ؟ وتاريخ الأمة إى
حضارتها ٠ عربية كانت أى سورية . ما أهميته ؟
الافكار المصاحبة لهذه النظرة أو تلك , لم تعد لها
قيمة متميزة بالنسبة لي . ما يهمني اليوم هى حياة
هذا الشعب المعذب ومصير هذه الجفاهير المستغلة
المستعبدة . جميع الأفكار والقيم والأهداف التي
تدور حول حياة الشعب ومصير الجماهير لم تعد
تمسني او تعني لي شيئا » ( ص 72 ) .
وتكتمل الدائرة حين تعود بنا الذاكرة الى مقدمة
الرابعة ٠ ايلول م تشرين الثانني 15178 , ص
]١5١ 6 . ولا بد من التساؤل عن الدوافع؛
التي حدت كاتب المذكرات الى اغفال هذه الناحية او
تجاهلها لانها تمد بحياته الحزبية وتبقي على
الاتصال والاستمرار في خط تفكيره الحزيي ضمن
اطار العقيدة القومية الاجتماعية ومتطلقاتها الفكرية
والقلسفية . فهل جاء الاقصاء متعمدا ام انه اغقل
سهوا ؟ ولا غرى فان الانقطاع البارز في المذكرات
يشكل هوة زمنية وفكرية ليس من السهل القفز فوقها
وانقاط التحول على هزيمة الخامس من حزيران
جد 5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 94
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39479 (2 views)