شؤون فلسطينية : عدد 99 (ص 51)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 99 (ص 51)
- المحتوى
-
66
إن ذلك كله عوامل تفرض تأكيد هذا الاتجاه . وان البديل في حالة استمرار الرفض
الفلسطيني ٠ هو استمرار الاحتلال أو عودة الأرض المحتلة الى هيمنة الأردن وغيرها ٠ من غير
أن يتوفر الأساس الذي يجعل من الممكن أن تكون سيادتهم عليها كاملة .
واذا كانت الأسباب التي تدفع نحو الانقسام بسبب الخلافات الحادة كثيرة ؛ فان الرغية
في تجنيب حركة المقاومة الفلسطينية مصيرا كهذا لم تكن ضيئلة . وكان أساس هذا هو
الاعتقاد بأن الانقسام سيضعف الفرقاء جميعا . وسيضعف بالتالي مجمل النضال من أجل
تحقيق المطالب الفلسطينية الوطنية أيا كانت وأي كانت درجتها . وقد انعكست هذه الرغية في
سلوك ناس ينتسيون إلى الفرقاء كافة ؛ وانعكست بصفة خاصة في سلوك أوساط الرأي العام
الفلسطيني الذي حال ناس منه في حالات كثيرة ٠ حتى بأجسادهم بالذات ٠ دون وقوع
احتكاكات » معرضين أنفسهم لخطر اللموت .
ويمكن هنا أن نسجل لفتح أنها » يصرف النظر عن استثناءات ليست كثيرة لعبت دورأ
كبيرأ في الحيلولة دون وقوع الانقسام الحاد . وفعلت فتح ذلك لأسباب عديدة نورد أهمها فيما
أولا لأن فتح تعتبر نفسها حركة وطنية واسعة تستقطب الاتجاهات كافة . والحقيقة
أن فتح ضمت في صفوفها , على نحو ما , ممثلين للاتجاهات كافة ؛ وكان لفتح رافضوها
أيضاً ٠ الأمر الذي جعلها تتأثر بهذا المقدار أو ذاك بالطروحات المتعددة ٠ وتمتص بالتالي
ثانيا وهي بنهجها التجريبي » القابل للاستجابة السريعة لما يستجد من تطورات ,
لاحظت بعد قليل من توقف حرب تشرين ميولا عربية. وخاصة مصرية, لاسترضاء أميركاوتغليي
وجهة نظرها في التسوية » وأدركت على نحو ما , ان التسوية من وجهة النظر الاميركية لن
نستوعب مطالب الحد الأدنى الفلسطينية .. ولهذا صارت أكثر حذرا في اعلان موقفها المحدد
من التسوية . مما حفف ردود الفعل المقابلة على الساحة الفلسطينية » وخاصة ردود فعل
الرفض .
ثالثا ى ولأسباب لا مجال لبحثها هنا , تمسكت فتح بضرورة تحقيق الاجماع
الفلسطيني على برنامج موحد يلتقي حوله الجميع » مما أوجب عليها أن توسع صدرها ازاء ما
يمكن أن يعتبر استفزازات موجهة ضدها .
رابع ثم إنها كانت مطمثنة الى رسوخ وضعها ؛ حيث يحالفها على الساحة
الفلسطينية الجبهة الديمقراطية ( التي أخذت تتصدى من جانبها لطروحات الرفض )
والصاعقة , والأغلبية العظمى ممن يوصفون بالمستقلين , ويؤيد الشيوعيون طروحاتها.
ويحالفها على الساحة العربية دولتا المواجهة : مصر وسوريا ٠ في وقت ظلت علاقاتها فيه وطيدة
أو متوازنة مع معظم الدول العربية الأخرى , بينما كان العراق وحده هو الذي يخص الرفض
بدعمه . ووجدت طروحاتها باتجاه التسوية تنسجم انسجاماً كبيرأ مع موقف الاتحاد السوفياتي
والدول الاشتراكية ٠ ومع مواقف الكتل الدولية الأخرى المؤيدة للمطالب العريية وأبرزها كتلة
دول عدم الانحياز وكتلة الدول الاسلامية . - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 99
- تاريخ
- فبراير ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39482 (2 views)