شؤون فلسطينية : عدد 99 (ص 69)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 99 (ص 69)
المحتوى
356
من أهم الشعارات التي استعملتها الحركة الصهيونية ونشرتها بكثرة لاقناع الرأي العام
بالفكرة الصهيونية هى « حل المسألة اليهودية » . أي أن حل المسألة اليهودية لا يمكن أن يتم
الا اذا تأسست دولة خاصة باليهود » يعيشون فيها بعيدا عن الملاحقة والاضطهاد اللاحق بهم
في أورويا الشرقية .
ومن جهة أخرى , فقد سعت الحركة الصهيونية إلى ربط هذه الدولة « اليهودية » المنتظرة
بمصالح الدول الكبرى والمسيطرة في ذلك الوقت » ولهذا سعى تيودور هرتسل للاتصال بالاتراك
العثمانيين ‎٠‏ وذهب إلى اسطنبول » وعرض على السلطان التركي عبد الحميد ذهباً وأموالا اذا
وافق على « تهويد » فلسطين . ويعد أن فشل في مساعيه لدى الاتراك العثمانيين , ذهب هرتسل
نفسه الى القيصر الالماني فلهلم » وكان حليفا للاتراك في ذلك الوقت . وعرض عليه , أن يربط
مصالح الدولة الصهيونية بالمصالح الالمانية » على أن تكون هذه الدولة ناطقة باللغة الالمانية ,
ولكن من دون جدوى . ويعد وفاة هرتسل مؤسس الحركة الصهيونية في العام 4 ‎١5١‏ » تايع
قادة الصهاينة مساعيهم الجادة ليلوغ هدفهم .
وبعد ان فشلوا في مساعيهم لدى محور الوسط ( التحالف الالماني العثماني ) , ارتد
الصهاينة الى الحلفاء الغربيين ( خصوم محور الوسط ) لمتابعة مساعيهم في تهويد فلسطين .
فجاءت الحرب العالمية الأولى ووجد الصهاينة الفرص سانحة للاستفادة من هذه الحرب لبلوغ
أهدافهم . فالتقت المصالح البريطانية الاستعمارية بالاطماع الصهيونية لتهويد فلسطين . وفي
معاهدة سايكس - بيكو ‎١517‏ حرص البريطانيون على الاستئثار يفلسطين , وجعلوها من
حصتهم في عملية تقسيم تركة الرجل المريض الرابض على البوسفور , وحاكم المشرق العربي .
وهنا لا بد من طرح السؤال الآتي : هل كانت بريطانيا العظمى , كدولة استعمارية في
ذلك الوقت. حريصة على حل المسالة اليهودية في اورويا ؟ بالتأكيد لا .
طبعا ليس للاطماع البريطانية اي مصلحة في حل المسالة اليهودية ‏ كما
أن بريطانيا « العظمى » كدولة استعمارية لم يكن يعنيها من يقتل وكم يقتل من اليهود
الأوروبيين . كما أن الاستعمار والامبريالية بشكل عام لا يهمها عدد القتلى والجرحى من يهود
أى غيرهم , فالرأسمال لا يعرف الانسانية والامبريالية لا يهمها سوى الارياح والأموال
ومضاعفتها . فعلى سبيل المثال لم تهتم الامبريالية الامريكية بعدد القتلى والجرحى والمشردين
من الشعب الفيتنامي ابان الحرب الشرسة لاخضاع فيتنام . والامبريالية الامريكية
والاستعمار الاستيطاني الصهيوني لا يهمه كم عدد القتلى والجرحى الفلسطينيين واللبنانيين في
جنوب لبنان وفي فلسطين سابقاً .
ولذلك فان الدعم البريطاني لتهويد فلسطين لم يكن بسبب الحس الانساني لدى
الامبراطوريةالبريطانية, أى من أجل انقاذ اليهود المعذبين والملاحقين في أورويا . لقد دعمت
بريطانيا الفكرة الصهيونية لاسباب سياسية محضة . تصب كلها في خدمة الاطماع
الاستعمارية البريطانية .
للغرب مصلحة قديمة في زرع الشقاق في العالم العربي , كما أن سياسة « فرق تسد »
هي شعار استعماري قديم طبقته بريطانيا في منطقة الشرق الأوسط لخدمة مصالحها . ان
تاريخ
فبراير ١٩٨٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39484 (2 views)