شؤون فلسطينية : عدد 99 (ص 71)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 99 (ص 71)
المحتوى
07
وبدأت تنشط بشكل ملحوظ داخل الولايات المتحدة ‎٠‏ حيث هاجر عدد كبير من يهود أورويا . إن
تحريك الجانب الانساني لدى الشعوب الاوروبية والامريكية قد زاد من دعم هذه الشعوب
للاطماع الصهيونية وأهدافها في تهويد فلسطين ؛ دون النظر لما قد يحل بسكان فلسطين
الاصليين . وما من شك في أن بريطانيا قد وجدت نفسها في وضع يشجهها على فتح أبواب
فلسطين للهجرة اليهودية » بالرغم من احتجاج سكان البلاد الاصليين المتزايد ضدها . لقد بد
الفلسطينيون يشعرون يزيادة الخطر الذي يتهددهم من جراء هذه الهجرة ومن تصرفات هؤلاء
المهاجرين واستعداداتهم العسكرية وشراء الأراضي ويناء المستوطنات . ومن أجل ذلك فقد
استخدم الصهيونيون نفوذهم في الولايات المتحدة للضغط على بريطانيا وخصوصا في عهد
الرئيس الامريكي ترومان .
اسرائيل والفرب
أذا استعرضنا فترة الانتداب البريطاني على فلسطين . وخصوصا اذا نظرنا الى
الانتفاضات الفلسطينية ضد الهجرة الصهيونية من جهة , والانتداب البريطاني من جهة
أخرى ؛ فسنجد أن فلسطين وقعت ضحية التآمر الدولي عليها وعلى سكانها مما خدم المطامع
الصهيونية والأهداف البريطانية . ففي فترة الانتداب البريطاني ازداد التكالب الدولي على
فلسطين خصوصا إذا نظرنا الى ما دار داخل أروقة الأمم المتحدة من تآمر وتواطؤٌ مع الحركة
الصهيونية . فمن ورقة بيضاء إلى ورقة سوداء , ومن لجنة تقصي الحقائق الى أخرى لكي تقضي
على ما في داخل فلسطين من ثورات وتذمرات وصدامات وتمكين الصهيونيين من فرض سيطرتهم
عليها » يساعدهم في ذلك تواطؤ الدول الكبرى مع أهداف الحركة الصهيونية .
ومما لا شك فيه أن اسرائيل تعتبر , بكل تأكيد . وليدة للغرب , وخادمة لاطماعه في
المنطقة العربية . واذا ما نظرنا الى التوازنات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية , فانها ولا شك
قد لعبت دور حاسما في انشاء دولة اسرائيل في فلسطين . لقد انتصر الحلفاء على الحلف
النازي ‏ الياباني ‏ الفاشي , ولهذا فقد كان للدول المنتصرة الدور الحاسم في تأسيس دولة
اسرائيل . وعندما وصلت قضية فلسطين الى مرحلة التقسيم في عام 1141 كان عدد الدول
المستقلة في ذلك الوقت والتي تتمتع بعضوية الأمم المتحدة 07 دولة . وفي 55 تشرين الثاني
/ا53 ‎٠‏ صوتت ”3 دولة لصالح التقسيم و ‎١١‏ دولة عارضت التقسيم وامتنعت ‎٠١‏ دول عن
التصويت .
ونظرة الى هذا التقسيم الجائر ترينا أنه أعطى السكان العرب الأصليين 44 /ز من
مساحة أرضهم بينما أعطى المهاجرين اليهود الغرياء 51 /ز من مساحة فلسطين , هذا مع
العلم بأن عدد سكان فلسطين العرب كان يبلغ في ذلك الوقت حوالي ‎١٠١ ..٠‏ نسمة بينما
يبلغ عدد المستوطنين اليهود حوالي ‎7٠0, ٠٠١‏ ألف . أي ظلم هذا الذي يرتكب بحق فلسطين
وشعبها ويبارك بشرعية دولية ؟ فمن الذي منح هذه المؤسسة الدولية الحق بتشريد شعب وتقسيم
وطنه بينه وبين مستوطنين غرباء ؟ ولكن الحقيقة هي أن هذه الصورة كانت تعكس الموازين
الدولية السائدة في ذلك الوقت والتي نتجت عن الحرب العالمية الثانية . فاذا كانت الحرب
العالمية الأولى تد وضعت الحجر الاساسى في بناء الدولة الصهيونية فان الحرب العالمية الثانية
قد أكملت هذا البناء وأعطته الشرعية الدولية السائدة في ذلك الوقت .
تاريخ
فبراير ١٩٨٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39484 (2 views)