شؤون فلسطينية : عدد 99 (ص 75)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 99 (ص 75)
المحتوى
7
خروج الثورة الفلسطينية من الأردن ولجوكها ولجوء اجهزتها الاعلامية السياسية الى لبنان فقد
استطاعت ان تستمر وان تناضل بكافة الوسائل للتعبير عن حقها وعن أهدافها . ولم يعد شعب
فلسطين منبوذ| ومجهولا أو مرميا في غياهب النسيان . لقد بدأ الشعب الفلسطيني يسترد حياته
من جديد باعتماد المقاومة المسلحة كوسيلة وحيدة يفهمها الصهاينة واعتماد النضال السياسي
والدبلوماسي والاعلامي لشرح القضية الفلسطينية من أولها الى آخرها . وننستطيع أن نقول هنا
أن فلسطين قد عادت الى الحياة السياسية والى « الخريطة السياسية العالمية » كما قالها الأخ
أبو عمار في المجلس الوطني الثالث عشر في القاهرة في آذار 151/9 .
لقد تعلمت الثورة الفلسطينية من أخطاء الماضي واقلعت عن استعمال الكلام الكبير الذي
يخدم العدو الصهيوني . فبدلا من رمي اليهود في البحر طرحت الثورة الفلسطينية شعار
التعايش ضمن دولة ديمقراطية واتباع كافة الاديان السماوية . وهذا شعار حضاري متقدم
وانساني يتقبله الغرب . ويدلا من الاتهامات التي كانت توجه للعرب على أنهم معادون لليهودية
والسامية . فان شعار الدولة الديمقراطية العلمانية أثر تأثيرا كبيرا لدى الرأي العام العالمي في
نهاية الستينات وبداية السبعينات . رفضت اسرائيل هذا الشعار على أنه يهدف الى تدميرها
ولكنه على الأقل كان متقدما عن الطروحات السابقة قبل هزيمة /519 .
ومما لا شك فيه أن هذا الشعار الانساني قد أريك الدعاية الصهيونية ووضعها في
الزاوية ان أنها لم تعد تستفيد من اخطاء العرب السابقة والفاحشة .
لقد.قفز الاعلام الفلسطيني قفزة نوعية الى الامام من خلال طروحاته الجديدة ومنطقه
الثوري الجديد . ومع هذه الطروحات المتقدمة انتقل الاعلامالفلسطيني من الدفاع الى الهجوم .
كان في السابق يرد على هجمات اسرائيل الاعلامية بأسلوب دفاعي ضعيف كمن يرد عن نفسه
الاتهام . لقد استطاع الاعلام الصهيوني حتى عام 1971 أن يضع العرب في قفص الاتهام ,
وكآنهم هم المذنبون وهم الذين قتلوا وسلبوا ونهبوا . ولكن المنطق الثوري الجديد الذي رافق
البندقية الثورية استطاع أن يعيد الأمور الى وضعها الحقيقي . فاسرائيل هي المتهمة وهي
المذنبة وليس العرب ولا الفلسطينيون» الذين طردوا واضطهدوا وشردوا من أوطانهم .
ومع انتقال الاعلام الفلسطيني من مرحلة الدفاع الى الهجوم بدأت اسرائيل تدافع عن
باطلها وتعنتها وتوسعها » وكان ذلك بحد ذاته انتصارا كبيرا للقضية الفلسطينية . ان اسرائيل
هي الموجودة الآن في قفص الاتهام على الصعيد الدولي ‏ أما الفلسطينيون فهم الذين يتصدرون
ويهاجمون اعلاميا وسياسيا ودبلوماسيا . لقد باتت اسرائيل تستعمل حججا ضعيفة وغير
مقنعة للرأي العام العالمي بل وتستعمل أحياناً حججاً متغطرسة تماما كما كان عليه الوضع
العربي قبل حزيران ‎١571‏ , مما يثير الاشمئزاز لدى الغربيين نحو اسرائيل , ويزيد التعاطف
مع ‎١‏ الفلسطينيين وقضيتهم العادلة .
استمرار التحول العالمي لصالح فلسطين : لقد خاضت الأمة العربية حرب تشرين
الأول ( أو رمضان ) في العام ‎١977‏ . ولا نريد هنا أن ندخل في تفاصيل تلك الحرب أو
خلفياتها . ثم تلتها النتائج المخزية والمهينة للأمة العريية جمعاء وهي اتفاقيات كامب ديفيد ,
ومعاهدة الصلح الساداتية ‏ الاسرائيلية المنفردة .
تاريخ
فبراير ١٩٨٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39483 (2 views)