شؤون فلسطينية : عدد 99 (ص 181)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 99 (ص 181)
- المحتوى
-
١86
الاوسط كان أحد أهم محاور الاهتمام في التحليلات
والتوقعات على السواء . فثمة ثورتان في المنطقة
تشغلان الرأي العام العالمي » وتشغلان بصفة
. خاصة كل أجهزة صنع القرار في عواصم العالم
الثورة الفلسطينية والثورة الايرانية . وكلاهما
موقعها في الشرق الاوسط . وكلاهما تمتد تأثيراتهما
الى عالم الطاقة . عالم النفط الذي طبع السبيعنات
بصبغة لونت الاحداث ابتداء من حرب اكتوير
. ١91/5 الى احداث طهران ١675 ) قشرين الاول (
وكلا التورتين الفلسطينية والايرانية تستقطبان
التزام العالم الاسلامي . الذي شهدت نهاية
السبعينات ما يشبه « اعادة اكتشاف , له في الغرن
سواء من جانب المتحمسين لانبعاثه او المحذرين من
خطر نهضته . فالثورة الايرانية فجرت اقوى حركة
اسلامية ثورية في النصف الثاني من القرن الحالي ؛
, ومن خلال تحالفها الوثيق مع الثورة الفلسطينية
وهو ليس وليد انتصار الثورة الايرانية انما هو احد
عوامل هذا الانتصار كشفت عن بعد للشور
الفلسطينية لم يكن قد حظي بالاهتمام الكاق وهو
البعد الممتد في في الالتزام الاسلامي بالقضية
الفلسطينية والالتنا م الفلسطيني بالحق الاسلامي ,
الذي ترمز اليه القدس .
وادراك تأثير هذا التحالف الثوري في تطورات
الشرق الاوسط ليس غائبا عن اذهان الاعداء
الاساسيين لهذا التحالف , انما نظرتهم اليه تختلف
في زاوية الرؤية . في مقابلة اجرتها مجلة ١ يو .
أس ٠ نيوز أند وورلد ريبورت » ( الوثيقة
بوزارة الدفاع الاميركية ) مع زبغنيو يرجنسكي
مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الامن القوني -
وهي مقايلة جرت في العدد الاخير للمجلة من العام
65 في الاول من العام -1١/5١0( ١١80
) - سألت المجلة برجنسكي . « هل ستكون
للحمى الدينية في الشرق الاوسط أثار ضارة بصورة.
خططيرة على مفاوضات السلام العربيية _
الاسرائيلية ؟ » . والسؤال يكشف زاوية الرؤية
الاميركية الى اتجاهات الاحداث في الشرق الاوسط
وهي زاوية طريق السلام الاميركي ومصيره .
برجنسكي أجاب على هذا السؤال بقوله «نعم
انها يمكن ان تكون لها مثل هذه الاثار , ولكنني لا
اعتقد بضرورة اصدار حكم مسبق بهذا . فهي قد
تسهم ايضا في الادراك بان هذا الصراع الذي استمر
ثلاثين عاما حتى الان هو بالفعل امر لا لزوم له وان
الوقت قد حان لتنحيته جانبا . وهي قد تسهم في
الادراك بان هناك اخطارا اخرى داخلية
وخارجية. تواجهها المنطقة 2 وهي اكثر اهمية
واشد خطورة » .
وهذه الاجابة لا تكشف عن زاوية الرؤية الاميركية
لاتجاهات الاحداث فحسب .. انها تتناول الخطوط
الرئيسية التي تحدد التفكير الاميركي الراهن في
الامر. فهناك الخوف من ان تؤدي « الحمسى
الدينية » ( كتعبير المجلة الاميركية الذي لا تخفى
دلالته ) الى الاضرار بالسلام الاميركي اي بمخطط
كامب ديفيد ولكن هناك الى جانب هذا الخوف
نقيضه . هناك الرغبة في الصعود فوق موجة المد
الديني الاسلامية في الشرق الاوسط واستخدامها
وتوجيهها في هذا الاتجاه نفسه , اتجاه السلام
الاميركي بين العرب واسرائيل . اما كيف يكون ذلك
فاجابة برجنسكي واضحة تماما . دفع القوى
الاسلامية في المنطقة الى , الادراك . الى
الاعتقاد بان هناك اخطارا داخلية وخارجية
تهددها وتستوجب منها ان تنحي جانبا خطر
الصهيونية واسرائيل لتتفرغ لمواجهة هذه الاخطار .
فما هي طبيعة هذه الاخطار ؟ لا يحتاج المرء الى جهد
كبير ليفهم أن برجنسكي يعني خطر ٠ الثورة » في
الداخل وخطر «٠ الشيوعية » من الخارج . وهو ما
يصرح به في المقابلة نفسها في مواضيع اخرى .
واحداث اسابيع ما بين عقد السبعينات وعقد
الثمانينات تقدم اجابات حسية على هذه
التساوؤلات .
ففيما العالم منهمك في تحليلاته وتوقعاته انقض
له وقع مزلزل في العالم وفي الشرق
الاوسط بوجه خاص . ويمكن القول بان هذا
الحدث بردود الفعل الحادة التي استقيلته
واضافت اليه ثقلا وخطورة قد اكد بالفعل ان
الشرق الاوسط قد دخل ثمانينات ساخنة . تثمانينات
المواجهات الخطرة والمعقدة بين قوى الثورة والتحرر
وقوى الامبريالية والصهيونية والرجعية .
في "٠ كانون الاول ( ديسمبر ) وقع اتقلاب
عسكري في افغانستان اطاح برئيسها حفيظ الله
امين ٠ واعلن رسميا تولي بابراك كارمال نائب رئيس
الوزراء في عهد الرئيس الاسبق نؤر محمد طرقي
رئاسة الجمهورية . واعلن الرئيس الجديد في رسالة
وجهها في اليوم التالي الى الشعب من راديو كابول ان
حكمه سيعمل على اعادة كافة الحريات الديمقراطية
صوت جديدن كان - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 99
- تاريخ
- فبراير ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39480 (2 views)