شؤون فلسطينية : عدد 74-75 (ص 69)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 74-75 (ص 69)
المحتوى
54
تكون: حقوق الانسان منتهكة ‎٠‏ وأخيرا » لقد كنا نتوقع من نيبور ان يبذل بعض
الجهد ليستمع الى « الجماهير البائسة » والى رغباتها . اى ‏ على الاقل ‏ ان
يفترض أن بين رغباتهم التي يمكن ان تكون طبيعية بدرجة اى يأخرى ‏ رغية
في الا يطردوا أو « يستفيدوا » بهذه الدرجة من العنف من حضارة متفوقة ‎٠‏
لى ان نيبور كان يتحدث عن الوضع في جنوب أفريقيا » او عن امريكا الجنوبية:
لما كان من الممكن أن تغتفر مثل هذه الغطرسات والمعانى الضمنية العنصرية ,2
وهو وضع كان يمكن تقديره اكثر حينما ندرك ‏ كما ذكرت آنفا . أن نيبور يعتقد
انه يعبر عن وجهة نظر متقدمة أو تقدمية ليبرالية ‎٠‏ ونتساءل حسنا اذن هل من
الممكن ان نيبور لم يكن يعرف ما كان يحدث في فلسطين » او ( وهذا ما اعتقده )
انه كان يظن حقا ان الصهيونية متفوقة ثقافيا على « الانحلال » العريى ؟ وهذا ما
ينقلني الى المثل الثاني , الذي سيصور المدى الذي يؤدي به تأييد الصهيونية ب
في ظل جوانبها الايجابية والموجبة ‏ ليس فقط الى قبول متذمر لبعض الواقع
العربي في فلسطين » بل ايضا الى شعور موجب وايجابي بان الصهيونية فعلت
خيرا بتدمير فلسطين العربية ‎٠‏ لقد كان ادموند ويلسون ‏ الذي لا يقل مكانة
عن نيبور كمتحدث وكشخصية ثقافية ذات مكانة ‏ كاثوليكيا ناقدا المعيا مرموقا
للادب والمجتمع والتاريخ والاخلاق ‎٠‏ وقد قدم ‏ بصورة تفوق ما فعله نيبور -
صورة عاشت معه سنوات طويلة ‏ للتمييز بين تلك العناصر من الثقافة الغردية
( والعالمية ) التى كانت ( والعبارة متهافتة بعض الشيء ‎٠‏ ولكني استخدمها
مخلصا ) مدعمة للحياة ‏ وتلك التي كانت معطلة للحيأة ‎٠‏ وأيا ما كان ويلسون
فانه لم يرتبط ايدا بالدولة . ولا بأي شيء ينطوي على ادنى درجة من الشوفينية
اى حتى بأي شيء يتعلق بالمؤسسات ‎٠‏ ويعرف عنه هذا كل واحد من قرائه . ولقد
كان اكثر رجال الادب الذين انتجتهم هذه البلاد حظا من القراء ‎٠‏ كان ويلسون
معنيا بشكل خاص باليهود والعبودية والعهد القديم ‎٠‏ وعندما بلغ الستين من
عمره كتب في مقال عن اليهود ان « ثقافة اي شعب اخر ( غير الانجليز » وبعدهم
المتطهرين الاميركيين ) لا تبدو متناثرة الى هذا الحد العميق هذه ( العيارات
والرؤى من التوراة اليهودية ) » ( قطعة من عقلي 2. ص 85 ) ‎٠‏ ودراسة للفة
العبرية » وكذلك كتابه عن « مخطوطات البحر الميت » تشهد على التاثير الخاص
لليهود واليهودية عليه ‎٠‏ ولن يجد المرء مشكلة مع موقف كهذا يطبيعة الحال ,
الا عندما يتعلق الامر باسرائيل ‎٠‏
يشتمل كتاب ويلسون اسود ‎٠‏ احمر ‎٠‏ اشقر ‎٠‏ وزيتوني على قسم طويل غير
مترابط يتعلق بزيارة ويلسون لاسرائيل ‎٠‏ والقطعة قصصية وتاخذ شكل يوميات
كانتقاد عشوائى كنماذج من انطباعاته في اسرائيل ٠معظمها‏ منبثق عن قراءته
للادب العبري وعن اهتمامه بالديانة اليهودية ‎٠‏ وهى في احدى النقاط يعلق على
الارهاب الذي بواسطته جاءت الدولة الى حيز الوجود » وكيف انه يمكن ان يكون
تاريخ
يناير ١٩٧٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39364 (2 views)