شؤون فلسطينية : عدد 74-75 (ص 97)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 74-75 (ص 97)
- المحتوى
-
45
« ان النزاع بينهما ( مصر واسرائيل ) وفي الشرق الاوسط لا يتم حله بالقوة
المسلحة وانما بالوسائل السلمية » كما نصت مادتها الثانية على تعهد الطرفين
« بعدم استخدام القوة اى التهديد بها اى الحصار العسكري في مواجهة الطرف
الاخر » ٠ « والامتناع عن اي اعمال عسكرية او شيه عسكرية » ويكون التتويج
المادي للدور الامريكي في التسوية بأن نصت الاتفاقية على وجود خبراء امريكيين
في سيناء وعلى حقهم في الرقابة العسكرية الجوية والبرية ٠
انور السادات لم يكتف بانهاء حالة الحرب بين مصر واسرائيل ولكنه اعلن
انهاءها في الشرق الاوسط أيضا ٠ فهو يرى في اطار الوضع العام السائد , بأنه
مخول باعلان ذلك » والتوقيع عليه » ليس على مستوى الانظمة الرسمية فقط ,
وانما على مستوى الثورة الفلسطينية ايضا » لان بنود الاتفاق تنص على انهاء
حالة الحرب وشيه الحرب في الشرق الاوسط ٠
لقد كانت المعارضة التي واجهت «١ اتفاقية سيناء » كبيرة على الصعيد الشعبي
والرسمي ٠ الا انها لم تلبث بمرور الاشهر والاحداث ان تسربت وغاصت في
رمال النسيان والتضامن العربي ٠ وعادت العلاقات تكرر دورتها الشائعة
والمألوفة » وليس السبب بالطبع هو التسامح العربي المشهور , ولا القدرة غغحلى
التجاوز والعض على الجرح ٠٠٠ الى اخر قاموس المصطلحات (الاخلاقية) التي
يحلو للكثيرين تردادها فى المناسبات والاعياد القومية اى المصائب القومية , انما
يكمن السبب أساسا في عقلية التسوية ومزاجها العام والمنهجية السياسية التي
تفرض حقائقها وشروطها وسيادتها شبه المطلقة على المنطقة العربية ٠
في اطار هذا المناخ العام ٠٠ هذه العقلية السائدة . يكون من الطبيعي ان
تنتهى رحلة قطار التسوية الامريكي في الكنيست الاسرائيلي ٠ الا ان السؤال
هنا : هل وصل السادات في الوقت المحدد للرحلة ام انه قفن بطريقة بهلوانية
بين عربات القطار وصولا للعرية الاولى ؟ وهل مثل هذه القفزات الخطصرة
والمغامرة ستسرع بالتسوية ام ستعرضها لاحتمالات مفاجئة قد .تدفع البعض الى
مغادرة قطار التسوية نهائيا مما سيعني اعادة خلط الاوراق وترتيبها بصورة
جديدة ؟
ان الاجابة على هذا السؤّال تتطلب اولا تحديد اثر زيارة السادات ونتائجها
على مواقع ومواقف القوى المختلفة ذات الصلة المباشرة بالتسوية ٠
ان زيارة السادات لاسرائيل تعبر من الوجهة السياسية عن الاعتراف الكامل
في تكريس الوجود الصهيوني في فلسطين ٠ وهو لم يكتف بذلك بل اعلن في
خطابه امام الكنيست :
١ الاعتراف السياسي الكامل باسرائيل باعتبارها احدى دول المنطقة ضمن
حدود آمنة مع كافة الضمانات المطلوية ٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 74-75
- تاريخ
- يناير ١٩٧٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed