شؤون فلسطينية : عدد 74-75 (ص 119)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 74-75 (ص 119)
- المحتوى
-
118
فيقول : « هذه الاسئلة صغيرة المبنى ولكنها كبيرة المعنى يتعين على من يود الجسواب
عليها ان يمر على التاريخ الاسرائيلي من يوم خراب بيت المقدس الثاني ٠ ويما ان المجال
هنا ضيق سأكتفي بتلخيص الصهيونية ببعض كلمات لا مختلقة مني ٠» بل مقتبسة من مقالات
وكتب زعماء الصهيونية بالامس ؛ ومن خطب وجرائد اقطابها اليوم » ٠ ثم يجيب ساسون
في الحلقة الاولى الصادرة في العدد ل تاريخ ١١ تشرين «١ : 1579١ ان الصهيونية حركة
قديمة العهد متوطنة في قلب القسم الاكبر من الشعب الاسرائيلي وهي آمال تولدت في هذا
القلب الطاهر من يوم انكسار الشعب الاسرائيلي في حرب الرومانيين اي منذ الفي سنة ٠
ولقائل اين كانت مختيئة تلك الحركة الصهيونية بل هذه الروح اليهودية الوطنية مدة الفسي
سنة ! وما الباعث على ظهورها الان ؟ اصمّ الي ايها القائتل واسمع هذه الكلمات المقدسة
التي يردد صداها ثلاث مرات في كل يوم ملايين من اليهود منذ ألفي سنة حتى اليوم : رينا
الذي في السموات انفخ في بوق كبير روح حريتنا وارفع علما يجمع مشتتينا واجمعنا
سوية من اربع زوايا الارض لارضنا ٠ مبارك انت يا رب الجامع مبددي شعب اسرائيل ٠
أعد قضاتنا كما في الاول ومشيرينا كما في الابتداء ٠ وأزل عنا الكدر والتنهد . واملك
علينا عاجلذ ٠ انت يا رب وحدك برحمة وعدل وحكم مبارك ؛ انت يا رب ملك يحب العدالة
والحلم » 17
ماذا كان تأثير تلك الصلوات على اليهود اولا وعلى حركتهم الصهيونية فيما بعد ؟ يجيب
ساسون في الافتتاحية نفسها انه « في ترديد صلوات كهذه . عاشت الامة الاسرائيلية مدة
من الزمان ليست بوجيزة » ولكن شروط الحياة العصرية اليوم علمتها انه لا يمكن لامة
تطلب حياة مستقلة ان تعتمد على الصلوات وحدها بل عليها ان تعمل وتجد . ليس في
المساجد . بل في عالم السياسة بين رجال الامم وآركان الدنيا ٠ وهكذا تأسست في
السنين الاخيرة جمعية مؤلفة من أشخاص عركهم الدهر وحنكهم وعلمهم كيف تكون
الحرية الانسانية الصادقة , فرفعوا العلم اليهودي ونادوا اخوانهم للانضمام تحت لوائه
بعد ان أثاروا فيهم تلك الروح الهادئة والكامنة في صدورهم ٠ ولم يكد هذا الصوت يرن
في آذان سامعيه حتى لباه اليهود من مراقدهم ووثبوا وثبة الاسد ناشدين ضالتهم:
الارض الوطنية والحياة اليهودية الحرة » ٠
طبعا « الارض الوطنية » بالنسية لساسون هي فلسطين ٠٠ وبالتالي فان « الحياة
اليهودية الحرة » لن تكون الا فيها ! ويقول ساسون ان نداء الحركة الصهيونية قد فعل
فعله يصورة عجائبية في أوساط اليهود « فمنهم من ترك مسكنه وعائلتة وامواله واعماله
وأم فلسطين الصحراء ليعمل بما في طاقته في سبيل اعادة شعبه واحيائه حياة وطنيية
حرة ٠٠ ولم تمض اربعون سنة يدون معونة احد ولا مساعدة حكومة حتى شيد في فلسطين
المحبوية أربعين كولونية ٠ أجل ان هذه الجمعية الصغيرة وهذه الكولونيات صيروا مسن
العدم وجودا وكونوا حجر الزاوية الاول لحركة: الصهيونية اليومالتي رددتصداها اممالدنيا
أجمع واعجيت بنجاحها الباهر جميع شعوب الارض لقيام دعاتها بأعمال لم يسبق لفيرهم
عملها الا وهي : توحيد الدين والوطنية ٠ »
قبل الوقوف على أبرن ما أورد ساسون في الحلقة الثانية لا بد من الاشارة الى ثلاث
مسائل ملفتة : الاولى ان الاقلام الصهيونية في « العالم الاسرائيلي » لم تكن تطلق على
فلسطين اسم « اسرائيل » بل « فلسطين اليهودية » » وهذا واضح ٠ ليس فقط من خاثل
كتابات ساسون ؛ بل من سائر الكتايات التي سوف ترد نماذج عنها في السياق ٠ الثانية
ان كيبوتزات اليوم كانت تسمى كولونيات اي مستعمرات 2 وهي تسمية اكثر انطباقا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 74-75
- تاريخ
- يناير ١٩٧٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6869 (5 views)