شؤون فلسطينية : عدد 74-75 (ص 227)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 74-75 (ص 227)
- المحتوى
-
51
الزيارة الساداتية مكسب كبير لاسرائيل
لا يكاد يختلف اسرائيليان فيما بينهما على ان مجرد وقوع الزيارة الساداتية للقدس
هو مكسب كبير و «١ ربح ضاف » لاسرائيل ٠ بل ان المسؤولين والمعلقين الاسرائيليين
يتبارون فيما بينهم للتدليل على اهمية تلك الزيارة من وجهة النظر الاسرائيلية ٠ فقد
علقت احدى الصحف الاسرائيلية على ذلك الحدث بقولها ان مجرد حدوثه يعنى « كسر ٠.٠
طوق المقاطعة التي فرضها العالم العربي علينا حتى الآن , [ وهذا ] بمثابة اعتراف ,
ليس بحقيقة وجودنا فحسب , وانما بحث وجود الدولة اليهودية كدولة ذات سيادة
وكواحدة من دول المنطقة ٠ ويبدو لنا . من تصريحات السادات . انه على بينة من معنى.
هذه الحقيقة لزيارته » ٠ )١7( واضاف أحد المعلقين الاسرائيليين : « ان مجرد الزيارة
هي يمثاية اعتراف واقعي يأسرائيل ٠:٠١ ان المعنى التاريخي يكمن في مجرد زيارة
[ السادات ع لدولة هى في حالة حرب معها , وكذلك في كسر الحصار حول اسرائيل
منذ انشائها , وفي المحادثات المباشرة والودية مع حكومتها . واخيرا في الاتفاق الذي
تم مع رئيس الحكومة « لا سفك دماء بعد اليوم «٠.» لا حروب بعد اليوم » ٠ )١5( ولاحظ
آخر , ان السادات قد اعطى اسرائيل في زيارته الحد الاعلى مما يمكنه تقديمه تقريبا
ليس فقط الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود ٠ وانما بعدالة وجودها ٠ وتعتبر زيارته
لؤسسة « ياد فاشيم » [ لتخليد ضحايا النازية اليهود ] ذات مغزى كبير , اذ لا تعني
فقط الاعتراف بالحقيقة الموضوعية لوجود اسرائيل وعدم المقدرة على هدمها والقاء
سكانها في البحر , وانما تعني ايضا اعترافا بالعقيدة الصهيونية التي عملت على
قيامها » ٠ )١١( واكد ثالث : ١ ان السادات قدم , من طرفه , تنازلات كبيرة وفورية ٠
فقد اعترف ياسرائيل واعترف بالقدس عاصمة لها . وحتى بالجذور القومية لدولة
اسرائيل كدولة يهودية وصهيونية كان هذا هو المعنى التاريخي للزيارة التي قام بها
لكل من الكنيست وياد فاشيم ٠٠ ٠لقد غير هذا التنازل طابع النزاع العربي الاسرائيلي,
ومنح اسرائيل شيئًا ما كانت تصفة طيلة السنوات الماضية على انه احد اهدافها
الرئيسية الاعتراف والمفاوضات المباشرة ٠ وليس مجرد مفاوضات مباشرة , وائما
مفاوضات في القدس وعلى اعلى المستويات » ٠ )١7(
واكد نائب رئيس حكومة اسرائيل ٠ يغئال يادين ٠ على « ان الاهمية الاساسية في زيارة
السادات هى ان المفاوضات المباشرة بين اسرائيل وبين اكبر دولة عربية قد بدأت ٠ وهذا
ما اردناه سنين طويلة » ٠ )١( اما فيما يتعلق بتصرف السادات اثناء زيارته للقدس ,
ذقد لاحظ احدهم ان تلك« الزيارة للاماكن الاسلامية والمسيحية المقدسة [ تمت ] برفقة
رئيس بلدية القدس تيدي كوليك ٠ وهو ما لم يفعله وزير المالية الاميركي , الذي رفض
[ قبل بضعة اسابيع من زيارة السادات ] القيام بزيارة للقدس الشرقية برفقة رئيس
البلدءة » ٠ ولم يتهقف الامر عند هذا الحد ,. بل «١ ان السادات نفسه هو الذي طلب
ان يقوم كوليك بمرافقته » وزارا سوية الاماكن المقدسة الاسلامية والمسنيحية »2 وهذا
اعتراف منه « يأن القدس موحدة ويرئكسها احد الاسرائيليين « )١6( 0
أما محرر معاريف ٠ شالوم روزنفيلد » فقد وصف الزيارة بانها « ترخيص عقائدي
واخلاقي لعقد لقاءات مشابهة في المستقبل . منح من قبل زعيم اإكبر دولة عريية ,
السادات » . وهو الرجل الذي « تخوله خلفيته السياسية وايمانه الديني ومكانته الدولية - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 74-75
- تاريخ
- يناير ١٩٧٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39482 (2 views)