شؤون فلسطينية : عدد 74-75 (ص 244)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 74-75 (ص 244)
المحتوى
تق
بماذا يمكن تفسير هذا الالحاح الاميركي على عدم وجوب حدوث اتفاق منفصل دين
مصر واسرائيل ؟
لقد بدت الولايات المتحدة اكثر الحاحا على هذه النقطة حتى من الجانب المصرى
نفسه , الذي رغم تأكيداته المتكررة ايضا يهذا المعنى ب سرب تصريحات من نوع ما
أطلقه وزير الخارجية المصري بالوكالة بطرس غالي بان السادات قد لا يجد امامه طريقا
الا الاتفاق المنفصل مع اسرائيل ‎٠‏ اذا أصر العرب الاخرون على موقفهم ضد ميادرته
السلمية ‎٠‏ فلماذا! تكون واشنطن حريصة الى هذا الحد على ايداء موقف معارض لاتفاق
منفصل مصري ‏ اسرائيلي ؟ الاحتمال الاول ان الولايات المتحدة لا تريد فعلا مثل هذا
الاتفاق لانه يعزل مصر ‏ والتيار الذي تمثله في ظل حكم السادات ‏ ولانه يكتل باقي
الدول العربية المناهضة للتسوية على طريقة السادات ‎٠‏ ويطيل في أمد الصراع ويعمق
خطورته ‎٠‏ ويقلص النفون الذي استطاعت الولايات المتحدة تحقيق مستوى عال منه في
الوطن العربي في ظل مشاركتها في المساعي الى « حل شامل » ‎٠‏ وهى أمر يهدد ‏ في
الوقت نفسه ‏ يعودة نمى الدوى السوفياتي في المنطقة من آيواب تاييد الدول والقيادات
العردية المناهضة لسياسة السادات ‎٠‏
أما الاحتمال الثاني فهو محاولة الولايات المتحدة ‏ بهذا الالحاح على عدم تحبيذها
اتفاقا منفصلاً بين مصر واسرائيل ‏ الايحاء بأن حدوث مثل هذا الاتفاق ‏ اذا حدث -
هو نتيجة طبيعية لتطورات الامور ‎٠‏ وليس محصلة ضغط او تخطيط اميركي ‎٠‏ الامر الذي
يخدم ايضا هدف التغطية على اتجاه تطورات الاتصالات المصرية ‏ الاسرائيلية يعد
الزيارة نحو هذه النتيجة بالذات ‎٠‏
ويلاحظ انه حتى هذه المرحلة لم تكن الولايات المتحدة قد أيدت اهتماما بالايتعاد عن
الطريق المؤدي الى مؤتمر جنيف ‎٠‏ وهو ما كشفت عنه تطورات الايام التالية . ويجدر
بالملاحظة ان هنري كيسنجر وزير الخارجية الاميركي السابق كان اول الاميركيين اتجاها
نحو التقليل من أهمية جنيف ‎٠‏ اذ صرح ( في ‎١١ ٠١‏ ) وضمن حديث عقب فيه على خطابي
السادات وبيغن في الكنيست ‏ يان 0 مؤتمر جنيف وسيلة وليس هدفا ‎٠‏ يمكن أن يكون
هناك جنيف يعد »2 ميد انه من الصعب الاعتقاد يان مثل هذا المؤتمر يمكن ان ينجن ما لم
يستطع هذا الاجتماع التاريخي والدراماتيكي ان يحققه » ‎٠‏
وقد كشف كيسنجصر في هذا الحديث ‏ الذي نشرته صحيفة « نيويورك تايمز ‎ »‏ انه
أجرى اتصالا هاتفيا مع بيغن والسادات وتمنى لهما التوفيق »2 وانه عرض لبيغن والسادات
الايجابيات التي تشكلها زيارة الرئيس المصري وكذلك الاخطار التي تمثلها هذه المدادرة ‎٠‏
‏وقال ان اول هذه الاخطار هو الا يحرز السادات وبيغن اي تقدم في محادثاتهما الخاصة »
وثانى الاخطار يتمثل في الاطاحة بكامل الحكم المصري اذا غادر الرئيس المصري القدس
خاوي اليدين ‎٠‏
وترجع آهمية تصريحات كيسنجر الى ما ذكرته صحيفة « نيويورك تايمز » في آليوم
نفسه ( ‎١١-5١‏ ) من ان ‎«١‏ الوسيط الحقيقي الذي فتح الطريق أمام السادات وبيغفن هو
هنري كيسنجر » ‎٠‏ وربما يمكن اخذ تصريح كيسنجر عن اتصاله تليفونيا بالسادات وبيفن
على انه تلميح لدوره هذا ‎٠‏ وربما كان دور كيسنجر كوسيط بين السادات وبيغفن هو الوجه
تاريخ
يناير ١٩٧٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10662 (4 views)