شؤون فلسطينية : عدد 74-75 (ص 290)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 74-75 (ص 290)
- المحتوى
-
58
لكنه شعر في المقابل بخطورة اي نصر يحققه العرب على اسرائيل والغرب' الداعم
لها كما في ذلك من خطر على التركيبة اللبنانية نفسها سياسيا واقتصاديا , ياعتبار ان
هكذا نصر لن يكون الا في سياق مد قومي عربي يطيح باسس الانعزال اللينانى ويهدد
الدور الاقتصادي المعروف : محطة النهب لصالح الاستعمار ٠ ولذلك دعا شيحا العرب ال
الاكتفاء « بالرفض » الرسمي على ان يقبلوا بتدويل القدس « وبضمانات تعاقدية للحدود »
لان ذلك انما يعبر عن حدود الهزيمة العربية وعن استمرار الوضع العربي عاجزا عن
ضرب اسرائيل ولكنه غير عاجز عن استمرار مقاطعتها ٠ اي ان المطلوب هو ان يكون
الوضع العربي فوق الهزيمة الكاملة ( حتى لا تصيح اسرائيل جزءا من المنطقة وتلفي
الدور اللبناني ) وتحت القدرة على النصر الفعلي ( حتى لا تلفي الحركة القومية العربية
الكيان اللبناني واسسه السياسية والاقتصادية ٠ ) ٠٠
بكلام اخر كان شيحا يطالب بيعزل اسرائيل اقتصاديا عن العرب ليستمر الدور الليناني
وبعزل لبنان سياسيا عن العرب » حتى لا يؤدي الانخراط الكامل في الصراع مع اسرائيل
الى تغيير في البنية الاقتصادية يحرم نظام الخدمات من الاستفادة من الصراع العربي -
الصهيوني » ومن كونه نافذة على الغرب ومحطة له !
ما من شك في ان هذا الموقف الذي صاغه ميشال شيحا استمر يشكل الموقف التاريخي
للمارونية السياسية ولليمين اللبناني حتى الفترة الاخيرة حيث بدا القطع على المستويين
الداخلي والعربي بين سياستين لهذا الطرف ٠
وليس اسهل بعد هذا العرض السريع من اكتشاف ان التغيير في الموقف الانعزالي حيال
نبادر الى القول » قبل محاولة اكتشاف اسباب هذا التفيير . ان ثمة ارتباطا عميقا
لدى ميشال شيحا بين هذا التوازن المطلوب من لبنان في الصراع العربي الاسرائيلي
وبين التوازن الذي يفترض ان يحكم لبنان داخليا وهو توازن يلعب فيه الموارنة الدور
الاقوى من غير قطع مع الطوائف الاخرى , كما انه توازن لا يطفى فيه « السياسي » على
« الاقتصادي » بل يجري العزل بينهما وينظم تعايشهما بيشكل يستمر للاول منطقه
« الطائفي » شبه الانعزالي » وللثاني منطقه « النفعي , المنفتح جدا على العرب ويلدان
اللنطقة 2 ٠.٠
لا بد من توضيح ذلك كمقدمة لتفسير اسباب التغيير في الموقف الانعزالي من الصلح
مع اسرائيل ٠ و جنسيء من التفصيل تقول ان الموقف الانعزالي الذي صاغه ميشال شيحا
واستمر . حتى شارل حلى ريما ٠ وصولا الى رحلة سليمان فرنجية الى الامم المتحدة ,
ان هذا الموقف كان محكوما بالاعتبارات التالية :
١ الرغبة في الحفاظ على توازن داخلي بين المسلمين والمسيحيين ٠ تكون فيه الغلية
المارونية ٠ السياسية والاقتصادية والثقافية , مقنعة وخاضعة لمنطق ٠ التسوية الطائفية ».
؟ الرغبة في قطف ثمار ٠ ازدهار » اقتصادي ( ألم تنتعش البورجوازية اللبنانية بعد
نكية فلسيطين ٠٠ ) طالما انه ازدهار يتم توزيعه عبر قنوات طائفية طبقية تجعل المجموعة
المسيحية في لبنان اكثر استفادة منه من المجموعة الاسلامية. ( مع . التشديد على التفاوت
ذي الامتيازات والحرمان لدى المجموعتين ٠ ) ٠١ وهذا الازدهار مستحيل بالاستمرار - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 74-75
- تاريخ
- يناير ١٩٧٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39485 (2 views)