شؤون فلسطينية : عدد 74-75 (ص 291)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 74-75 (ص 291)
المحتوى
"5
في علاقة معينة مع الداخل العربي ‎٠‏
؟- النجاح في التهرب منمواجهة تحديات ملموسة تضع التوازنين المحكي عنهما
على المحك ‎٠‏ وتجسد هذا التهرب في الامتناع عن خوض اللمعارك العربية ضد اسسيرائيل
والاحتفاظ بالعلاقات الجيدة مع العرب ‎٠‏ وفي حين كان يصار الى تغطية هذا التهرب
بالحديث الممجوج حول المعارك الاعلامية التي يخوضها لبنان كانت الظروف تهيىء للبلد
واحدا من اصعب الاختبارات : تحول القضية القومية الى قضية داخلية ( بعد ‎١939‏ ) تهز
التوازنات اللبنانية من أساسها وتضعها على المحك ‎٠‏
هذه الظروف السابقة هي التي املت على الانعزاليين الاحتفاظ بموقفهم التقليدي ‎٠‏ ونحن
مطالبين اذا رغبنا في استقراء اسباب الانقلاب في الموقف العودة الى هذه الجذور
لدراستها ‎٠‏ وسنكتشف عند ذلك ان سيب الانقلاب في الموقف هو بالضيط السعي الانعزالي
لكسر التوازنين المذكورين والاطاحة بهما بالكامل ‎٠‏
فالمشروع الانعزالي في طوره الراهن ( كجزء من الهجوم الجذري الاميريالي -
الصهيونية على الامة العربية ) هو مشروع راغب في تفجير التوازن اللبناني الداخلي .
وكسر التسوية التي كانت تحكمه ( الارجحية المقنعة للموارنة ‎٠٠‏ ) وصولا الى الهيمنة على
كل لانان واقامة لون من آلوان الكيان القومي المسيحي الذي لا يخضبع لا سياسيا ولا
ثقافيا ولا « قوميا » لمنطق التسوية مع المسلمين ‎٠‏ بل الذي يتحول فيه هؤلاء الى مجرد
سكان لا دور سياسيا لهم (كالعرب في اسرائيل , اى اقل ‎٠٠‏ ) ولا تتعطل امكانية شل
ارادتهم والحاقهم ‎١‏ بالموارنة » سوى بفعل التمرد اليساري ‏ الفلسطيني ‎٠‏
ومن أجل تحقيق ذلك دفع « باللحظة الاقتصادية » الى الخلف ودمر البلد بالكامل تقريبا
( الاكثر اسهاما في التدمير هم شبه المحرومين من الطوائف صاحبة الامتيازات ‎٠0‏ )
واحتلت « اللحظة السياسية » مقدمة المسرح يما هي لحظة « شبه قومية » تضع على
راس مهامها اقامة هذا اللون منالكيان القومي المسيحي المعادي للعرب ‎٠‏
هذا هو ما نعنيه بانكسار التوازنات اللبنانية : انكسار التوازن بين المسيحيين
والمسلمين , انكسار التوازن بين « السياسي » و ‎«١‏ الاقتصادي » , انكسار التوازن بين
‎٠'‏ لبنان » ( الصيغة المعروفة اياها ) وبين العرب ‎٠٠١‏ مما يؤدي عمليا الى سحب البساط
من تحت ارجل ‎«١‏ الحياد اللبناني » المزعوم في الصراع العربي ‏ الصهيوني ‎٠‏
لقد وصل المشروع الانعزالي في لبنان الى حد بات يتطلب تدخل اسرائيل المباشر او على ‎٠‏
‏الاقل هيمنتها القوية على المنطقة وذلك في اطار الهجمة الامبريالية ‏ الاسرائيلية التي
باتت تتطلب اعوانا مثل الانعزاليين ومثل انور السادات ‎٠‏
ولذلك لم يكن غريبا ان يؤيد الانعزاليون زيارة السادات لاسرائيل , ومؤتمر القاهرة ‎٠‏
‏ولم يكن غريبيا ان ببدأوا الاستعدادات لتنفيث الطور الجديد من المؤامرة التي « كتيا » يها
انور السادات والتي تستهدف انهاك واخضاع القوى المعترضة على الحل الاستسلامي
ان صلح السادات ‏ اسرائيل يصب مباشرة في خدمة المشروع الانعزالي في لبنان ( كما
يصب هذا الاخير طبعا في خطة السيطرة الامبريالية ‏ الصهيونية على المنطقة ) بالقدر الذي
تخلص هذا المشروع من الاحمال التي كانت تثقل كاهله : ضرورة التوازن الداخلي ‎٠‏ الهم
تاريخ
يناير ١٩٧٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39486 (2 views)