شؤون فلسطينية : عدد 78 (ص 198)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 78 (ص 198)
المحتوى
5
لنتابع الآن نقدنا لجاك بيرك ‎٠‏
يعلن بيرك انثماءه الى المعلوم الاجتماعية مع وفائه للتعارض القائسم بين العلم
والميتافيزيقا التي يظن انه تخلص من تاثيرها ‎٠‏ انه يطبق ذلك التعارض على الاسلام دون
ان يشغل باله بمصير مثل هذا التعارض داخل الاسلام نفسه ‎٠‏ كيف تلقى الاسلام مثل هذه
التفرقة بين المعلم والميتافيزيقا ؟ كيف اول الاسلام في لغته الخاصة , الانطولوجي ا
الاغريقية ؟
طالما اننا لم نستحضر مثل هذه التساؤلات » فان مسالة العرب تظل تائهة ‎٠‏ الى أين
اذن تقودنا مشاهد بيرك ؟
ان الاستشراق يلعب دوره بين حركتين للميتافيزيقا : حركة التقليد الغربي » وحركة
التقاليد الاسلامية ‎٠‏ الاسلام بصفته ماخوذا من عمق الملفة الحربية ‎٠‏ ويعتمد بيرك في نصه
على اشارة مزدوجة ‎٠‏ من جهة » يطبق على العرب وعلى الاسلام اسهما نارية تجريبية ‎٠‏
‏وهي تجريبية تتحول » في عدة مواضيع » الى فولكلورية فارغة ؛ مثل هذه الاستعسسارة
المزوقة : « في ساعات الصلاة ,؛ يمتد من فوق الآذن ؛ صياح المؤذن على شكل زُخارف
( ادايسك ) » (18) ‎٠‏
ومن جهة ثانية » تغمر جوهرية روحانية مجموع كتاباته 'مضبفية عليها مناخا مسيحيا
خاصا ( أوه ! صحيح ائها مسيجية دنيوية ) ‎٠‏ مناخ يلعب فيه المستشرق دور الكااهن ,
اي المسيح الابوي الذي يدل العرب على طريق « اصالة من نوع جديد » (( ص "6" ) ‎٠‏
ينصع جاك بيرك العرب قائلا : « كونوا انفسكم » , والواقع أنه ينصع « عربه » هو ‎٠‏
‏لكن » من اي موقع يتكلم ؟ والى من يتكلم ؟ وفي اتجاه اي موتى/احياء ؟ من هم العرب
الذين اخترعهم مسرة للنظر ؟ واذا كان مصير المستشرق هي ان يكون « متنقلا » محظوظا
بين شواطىء اللسنيات وشواطيء الفكر ‎٠‏ واذا كان قدره دعاء فجريا , قاي يسسسوم
مشرق تعدنا به كتابات واعمال جاك بيرك ؟
لنتبع خطاه في هذه المتاقشة , ولنتتبع هذه الطريقة التي تريد ان تكون متموجسسة
الخطى ‎٠‏ انيقة ى « في المستوى » ‎٠‏ لنتابع هذا التقليد الجامعي في لهوه المولسع
بالغرابية ‎٠٠‏ فلربما نفاجا باثنا اخذنا على غرة , فنعاد الى قحتنا غير المألوفة ‎٠‏
منظورا اليه من هذه الوجهة المزدوجة ( الهجائية والانطولوجية اللاهوتية ) يخفي
الاستشراق قوانين تركيبه حسب نقل مزدوج لاساسه الميتافيزيقي ‎٠‏ وسواء شاء ام ابى ,
فان الاستشراق سيبقى منتثميأ الى تقليد عرقي ممركز على الذات لا يمكن اختزاله , وذلك
ما دامت المعرفة التي تسنده ؛ تندرج في حقل الميتافيزيتا ‎٠‏
الا اننا » من جائب اخر , نجد ان الاسلام لا يسهل مهمة المستشرقين ‎٠‏ ان الاسلام ,
نتيجة لفعول المرآة » قابل لقراءة تمت من قبل من خلال مسافة اخرى ‎٠‏ ذلك ان الها
معينا لارسطى قد دخل قي الاسلام قبل ظهوره ‎٠‏ ويبقى السؤال مطروحا لمعرفة ما اذا لم
يكن اللاهوت الابراهيمي ( مهما كائت صوره المختلفة ) فسي أساسه . ظلا للاليسي
الاغريقي ‎٠‏
مهما يكن فان الاستشراق محكوم عليه بان يستثمر الاخر عن طريق تحويل للاصل .,
تاريخ
مايو ١٩٧٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39480 (2 views)