شؤون فلسطينية : عدد 81-82 (ص 23)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 81-82 (ص 23)
- المحتوى
-
إرضا
والوسائل ) » في حين كانت الحركة الصهيونية ترى الزمان بوصفه عاملا
حاسما في المعركة وتستخدمه » يملء قوتها وقدرتها » للوصول الى نقطة يميسل
فيها ميزان القوى المحلي لصالح اليبشوف , باعتباره عتلة الدولة اليهودية
المنشودة ٠ ولقد لعبت النظرة اللااخلاقية الرومنسية العربية الى الحق دورا في
تشكيل نظرتهم الى الزمان ؛ باعتباره يحوى غيبا ما اى قدرا ما يسند الحصق
التاريخي العربي في فلسطين ٠
أذا » عندما نعي ان وحدات الزمان مترابطة على نحي تراكمي وسبييء
وبالتالي عندما نعي ان عقلانية ما تربط وتنظم احداثا تتدافع في مسار تاريخي
ماء وبكلمة عندما نقر بعقلانية التاريخ , لا يعود في الوسع سوى الاقرار ان قيام
اسرائيل كان امرا متوقعا ٠ بل يمكن القول أن قيام اسرائيل اصبع مؤكدا عندما
مال ميزان القوى المحلي الى جانب الييشوف في العام 1554 ٠ بفعل هسذا
العامل اى ذاك ؛ كان ممكنا ان يتاخر قيام اسرائيل سنة لى سنوات , او كان
ممكنا لاسرائيل ان تكون أصغر أو اكبر مساحة , الا ان قيام دولة لليهود كان
امرامؤكدا بفضل ميزان' القرى المحلي 7 الذي حوله الييشوف لصالحه , والذي
لم يلبث ان صنع أمرا واقعا » سرعان ما فرض نفسه وشرعيته على العالم ٠
لقد كان تكون اسرائيل سيرورة متصلة من المواجهات والمعارك على مختلف
الاصعدة , السياسية ؛ الثقافية : الاقتصادية , الحربية . سيرورة بقيت دائرة
مدة ثلاثين عاما ونيف ٠ وبالتالي لم يكن قيامها شيئا من قبيل الضربة القامدمة
الخاطفة التي حسمث في أسابيع الى شهور ٠ حتى المعارك العسكرية , التسي
نشبت بين العرب واليهود ٠ قبيل الانسحاب الانكليزي وبعيده » للسيطرة على
الارض الفلسطينية هي مجرد حلقة في سيرورة صراع طويلة » ونتيجتها كانت
حضيلة تراكم استمر طوال هذه الحقبة » وكانت محكومة بالتالي بالعوامل
نفسهاالتي حكمت الصراع العربي الاسرائيلي منذ وعد بلفور وحتى اعلان
دولة اسرائيل ٠ الا ان هؤلاء الذين ينكرون عقلانية التاريخ: وينظرون اليه بوصفه
كوما من الاحداث التي تحكمها الصدف , غير القادرين . بسبب وعيهم المحافظ.
على استيعاب التجربة التاريخية العربية ونقدها والامساك بدور التقصير
والقصور الزاتيين العربيين في الهزيمة في فلسطين ؛ لا بد منزلقين الى نزعسة
قدرية » حيث تبدو الهزيمة زلة قدر سيء لا مفر منها » أ يبدى وكائسه. اي
التاريخ اخذ مسارا غير عقلائي » الامر الذي يضاعف عجزنا امام اسرائيل,
لانه يمنعنا من الامساك بالاسباب الحقيقية التي فرخت الهزيمة ٠
لى ان اسرائيل قامت نتيجة حظ عربي عاثر ؛ لى انها قامت في غفلة عن
التاريخ » لو انها كانت غلطة لا عقلانية من غلطات التاريخ علو انها قامت
بسبب « اخطاء » عربية غامضة اى غير بئيانية » لما امكنها ان تستمر حتنى
اليوم ٠ لان العرب سيكونون قادرين حتما وبلا تاخير على ان يعيدوا للتاريخ
عقلانيته ويجعلونه يصحع هفوته بتكنيس اسرائيل من الوجود ٠ - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 81-82
- تاريخ
- أغسطس ١٩٧٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39491 (2 views)