شؤون فلسطينية : عدد 81-82 (ص 30)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 81-82 (ص 30)
المحتوى
0
وبالقدر نفسه , من الخطورة على القيادات الملتزمة بحركة التحرر العربي
أن تمتنع عن ان ترتهن للمتغييرات لدرجة التصرف وكان المتغيرات مسي
بالضرورة مناقضة للثوابت ' في هذا المضمار هناك دوما احتمال ان تمسع
قيادات حركات التحرر سجينة الممغييرات ؛ وبالتالي بعيدة عن الثوابت المبدئية ‎٠‏
‏يترتب على قيادات حركة التحرر العربي اذن جعل الثوابت اللمبدئية متحكمة
بالمتغيرات ؛ من حيث استيعابها والكيف بمقتضياتها ‎٠‏ لكن الثوابت يجب ان
تكون بدورها محكومة بما تفرضها هذه المتغييرات من موازين قوى وتحديات
جديدة في الساحات الوطنية والقومية والدولية ‎٠‏
ان التنسيق المستمر بين ما اسميناه بالثوابت المبدئية والمتغيرات الجدييدة
يفرض على قيادة حركة التحرر ؛ الى جادب الالتزامات المبدئية بالثوابت ‏ اداة
التقاط قادرة على رصد المعلومات وتحليلها حتى تجيء قراراتها متمتعة بالمناعة
الكافية التي'تجعلها مستوعبة لاحتمالات ما تنطوي عليه القرارات من اوجه
اجرائية وتتفيذية » وما يمكن للقرارات المتخذة ان تستجلب من مخاطر ؛ الهم
في القرار ان يحتوي على عنصر المفامرة في حده الادنى » وعنصر الفعالية
في حده الاقصى ‎٠‏ وحثى يتمكن قرار قيادة حركة التحرر العربي من ان يكون
مستوفيا هذه المواصفات لا بد ان يكون حصيلة منهج ديمقراطي سليم ‎٠‏
‏فالديمقراطية من هذا المنظور لا تشكل التزاما اخلاقيا اى نزعة طوباوية بمقدار
ما تصبح الديمقراطية في اسلوب اتخان اللقرارات حاجة ملحة لحركة التصرر
وللثورة الفلسطينية ‎٠‏
لذا فان اصرارنا على المنهج الديمقراطي في اتخان القرارات الثورية ومن
جانئب حركة التحرر العربي هى نتيجة قناعتنا وتجاربنا المريرة التي وجدنا كيف
ان كثيرا من توقعاتنا المنطقية خابت » لان القرارات لم تتضمن الاراء المخالفة
او بالاحرى لم تتعرض لها ‎٠‏ في هذا المضمار وجدنا كيف ان قيادات حركة
التحرر العربي , اتخذت بعض قراراتها مستندة على معلومات المخبرين بدلا
من تحاليل ومعلومات الملتزمين ؛ فالقيادة عندما تمتلك سلطة المقرار ؛: كثيرا
ما تتكون لديها قابلية الاستماع لما تحب ان تسمع اكش من قابلية الاستماع الى
ما يجب ان تسمع ‎٠‏ هذا الضعف الذي انساق الكثير من قيادات حركة التمرر
العربي يشتى فصائلها وراءه . جذب الى دائرة المقربين من القيادات عددا
من الطفيليين + الذين اسهموا فى اقفال قنوات الحوار والمناقشة ‎٠‏ الاان
الجدير بالذكر في هذا المضمار ان قيادة الثورة الفلسطينية تمكنت نتيجة طبيعة
التحديات الشرسة التي تجابهها ان تجعل الدوزة الدموية نشطة قي عقل الثورة
لابقائها قنوات الاتصال مفتوحة مع الراي الشجاع الذي وان خالف
القرار يبقى منضبطا بمقتضياته ‎٠‏
ان تشديدنا على ضرورة اتباع المنهج الديمقراطي في قرارات حركة التصرر
تاريخ
أغسطس ١٩٧٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed