شؤون فلسطينية : عدد 81-82 (ص 52)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 81-82 (ص 52)
المحتوى
ردن
في التاريخ اليهودي » وعرضت بصورة لا يمكن ان 'يفهم منها الا ان « شعبا
مختار! » , ذا قوة « خارقة » فقط قادر على تحمل تلك الشدائد ‎٠‏ فالنكبة
النازية » مثلا » عرضت بشكل يكاد يبدى معه كأن اليهود لوحدهم هم الذين
قاسوا على ايدي النازيين » وذلك على المرغم من ان دولا وشعوبا اوروبية عدة
فقدت الملايين من ابنائها خلال الحرب العالمية الثانية » نتيجة للعدوان النازي ‎٠‏
‏اما حادثة المسادة ؛ كمثال ايضا ؛ التي فضلت فيها قلة محاصرة من اليهسسود
الموت حتى اخر رجل ؛ على الاستسلام للرومان ‎٠‏ فقد عرضت بشكل لا يمكن
ان دؤدي الا الى تقوية الروح الانتحارية لدى الشباب اليهودي ‎٠‏ وفي الوقت
نفسه . ومن ناحية اخرى » عرضت الائجازات التي حققها الافراد اليهود . من
ابناء الشعوب المختثلفة . في حقول العلوم والاد ب والفذون والثقافة وغيرها هن
اوجه التقدم الانساني » وكانها جاءت نتيجة لكون محققيها يهودا فقط ؛ دون ان
تكون لها علاقة بحضارات وانجازات الشعوب التي عاشوا بينها » اى انها لم
تكن نتاجا لها ‎٠‏
وكانت النتيجة الواضحة التي ترتبت على تلك المفاهيم » بالنظرة الصهيونية
اليها » خلق نفسية صهيونية مشوشة وغين متزنة » لها منطقها الخاص بها ,
المحكوم بقواعد غير متجائسة بالضرورة مع تلك السائدة لدى
الاخرين ‎٠‏ ولهذا المنطق استنتاجاته الخاصة به أيضا : فاذا كان اليهود
قد تعرضموا لكل تلك المآسي وحافظوا على وجودهم على الرغم منها » لا بد ان
يكونو! فعلا « شعيا مختارا » ؛ تميزه عن باقي الشعوب في العالم صفات حميدة
عديدة ‎٠‏ وان كان الامر كذلك» لا بد ان يتعمق شعور الصهيونيين ب «وحداذيتهم»
ى « اهميتهم » ؛ وبالتالي لا يمكن الا ان يصبحوا « مدللين » لا يستطيعمسون
التعامل مع الاخرين على قدم المساواة ‏ وهذا ما حدث فعلا ‎٠‏ اما الوجه
الاخر لهذه النفسية فيتمثل في برون شعور الانغلاق على الذفس والخوف مسن
الاخرين وعدم الثقة بهم ‎٠‏
وتجد هذه النفسية تعبيرا واضحا عنها » عند التنفيذ » في موقف الصهيونيين
والاسرائيليين من الصراع العربي الاسرائيلي » ونظرتهم وشروطهم المتعلقة
بمشاريع التسوية السياسية المطروحة في المنطقة ‎٠‏ فالاسرائيليون يريدون »
مثلا » « سلاما » ولكنهم يخشون من عواقبه » وعلى استعداد لابداء ثقتهم ببعض
العرب ولكنهم يشكون بهم في الوقت نقسه ‎٠‏ وبعضهم على استعداد للانسحاب
من المناطق المحتلة : ولكنه في الوقث نفسه يريد « ضدمها » بواسسطة ‎«١‏ الجدود
الامنة » ‎٠‏ وتبدى الدوامة التي يعيشون فيها شاملة ودائمة ؛ كانها تسيطر عليهم
كليا , ولا قدرة لديهم على الخروج منها . خصوصا عندما يضعون على المحك
ويطالبون بمواقف محددة ردا على أقتراحات محددة ‎٠‏
تاريخ
أغسطس ١٩٧٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed