شؤون فلسطينية : عدد 81-82 (ص 167)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 81-82 (ص 167)
- المحتوى
-
/ا16
الى جانب هذا الفكر , الذي يعاتي ازمته الطاحنة . تعيش ثقافة شعبية
فلاحية , ثقافة الكفاف , ثقافة تقليدية لها وظيفة اجتماعية محددة , هي المحافظة
عل ىالوجود ٠ لكن هذه الثقافة تعاني هي الاخرى مأزقها ٠ فلقد حولها
« التقدم » الرأسمالي البرجوازي , الى ثقافة فولكلورية ٠ تحول الشعب الى
'فولكلور وسياحة ٠ خربت من الخارج والداخل ٠ ولم تعد , في الزمن الراهن ٠
قادرة على الفعل ٠ .فتم تنجيتها الى “الهامش ٠ وقي الهامش الواسع . الذي
تعيشه جماهير غفيرة ؛ كدس التأخر , واكد التسلط ٠ فاأصبحت الئاس » خارج
الفعل وخارج الواقع ٠
ان الاساس الفعلي لهذه الازمة الفكرية , هى انهيار علاقة الفكر بالانتاج ٠
فلقد همش الانتاج » ليصبح انتاجا استهلاكيا » اى انتاجا بهدف التصدير ٠
وفقدت الدورة الاقتصادية استقلاليتها وحيويتها الداخلية ٠ وصار الفكر هى
مبرر هذا التحول تجو دخول العصر الحديث . اى هو الملفق الاساسي بين هذا
الدخول وبين السلف الصالح ٠ فقد الفكر مبرر وجوده . اي فقد وظيفته
الاساسية , كانتاج للمعرفة القائمة على الممارسة الاجتماعية ٠ ضباع الفكر في
الشعارات الجاهزة , وانهارت الثقافة وتحولت الى صدى ٠
وحين تصل الازمة الى ذروتها » قانها تكشف عن حقدقتها ٠ هنا » وفي ذروة
الازمة » لم يعد هناك حاجة الى الثقافة اى الفكر ٠ لم يعد هناك حاجة الى
ادوات الحجب التقليدية ٠ لم يعد هناك حاجة الى المثققين ٠ ولعل انهيار
الثقافة في مصر هو مؤشر لانهيارات اكبر ٠ حيث يصبح التوحش المطلق .٠
والديكتاتورية المكشوفة ,. والسجون هي الاداة الرئيسية لتعامل النظام مع
جماهيره ٠ لقد ولد نمط ثقافي جديد ٠ وصل الفكر الى قمة ازمته فانكفت
الازمة الحقيقية ٠ انها ليست ازمة مثقفين ولا ازمة ثقافة ٠ انها ازدة فكرية
اجتماعية سياسية كاملة ٠ ازمة الوجود العربي ٠ وهذه الازمة لم تكن
ممكثة , لى لم يكن هذا الوجود ممكنا قي الظرف التاريخي الراهن ٠ لذلك تعلن
الازمة عن نفسها بحدة , وتكشف احتمالاتها بأسرها ٠ ولذلك ايضا لم يعسد
النظام يخفي اهدافه ٠ فهى معني اساسا بسحق الجماهير عبر اخراجها من
السياسة ٠ انه لا يريد تأييدا كان يحتاجه في خترة صعوده من أجل تأسيسس
الدولة ٠ يريد الحياد ٠ حياد الناس المطلق والشامل , الحياد السلبي , حيث
يصبح هم الفرد ان لا يموت وأن لا يجوع وان لا ينام في العراء ٠ لم يعد هناك
اعداء » ولا حاجة لاختراعهم ٠ العدى الوحيد هى الرأس الذي يفكر » أى اللسان
الذي يتحرك ٠. الهدف هى تحرير السلطة من كل واجب وكل رقابة ٠ تتحالف
مع من تشاء وتعادي من تشاء ٠ الهدف هى تحويل المدن العربية الى مدن
صفيع » يعيش فيها الانسان الى جائب امراضه وكامراضه ٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 81-82
- تاريخ
- أغسطس ١٩٧٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39484 (2 views)