شؤون فلسطينية : عدد 81-82 (ص 79)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 81-82 (ص 79)
المحتوى
17
وبلاحظ ان التخوف من المشكلة الديموغرافية كبير للغاية » وينم عن قلق عميق لدى
الاسرائيليين » نابع من حلب عقيدتهم الصهيونية حول وجوب ‎٠‏ نقاء » الدولة اليهودية ,
بشريا وثقافيا واجتماعيا » ويذكرنا بالتالي بمعارضتهم الشديدة لمشروع الدولة العلمانية
الذي طرحته م٠ت٠ف‏ كحل للمشكلة الفلسطينية ‎٠‏
تقويض اسرائيل « من الداخل »
ليس القلق من الخطر الديموغرافي هى الناحية الوحيدة التي تقلق بال الاسرائيليين في
ظل الحكم الذاتي ‎٠‏ بل ان هنالك تخوفا ايضا من خطر النضال السياسي والعسكري الذي
يمكن ان يمارسه الفلسطينيون في ظل الادارة الذاتية , مما قد يؤدي الى يرون احتمالين :
قيام دولة ثنائية القومية بكل معنى الكلمة » كما يفرض الواقع الديموغرافي » الى دولة
فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة » وهما احتمالان مرفوضيان لدى معظم
الاسرائيليين حاليا' ‎٠‏ ويراهن اصحاب مشروع إلحكم الذاتي على استخدام « قوة الجيش
الاسرائيلي الضاربة » ضضد الفلسطيتيين في الداخل وقمع اي تمرد من جانبهم » خصوصا
اذا حاولى! اعلان دولتهم المستقلة , كما ان الجيش الاسرائيلي » على حد تعبير دايان ,
سيمنع « الالاف من اللاجئين من العودة الى تلك المناطق » (47) ‎٠‏ ويبدى ان هذا بالذات
ما بات يخشاه معظم الاسرائيليين » اي ان تتحول الضفة الغربية وغزة الى « بانتوستان »
حقيقي » ومسرح لاعمال القمع السياسي والعسكري , مما قد يضطر الفلسطينيين الى
ابداء مقاومة شرسبة قد تضر يمصالح اسرائيل ‎٠‏ خصوصا على صعيد الراي العام
الدولي ‎٠‏ وقد تؤش تلك المقاومة » ان اشتدت وتشعبت » على معنويات الاسرائيليين
ايضا » بحيث تؤدي المى تحول في نظرتهم الى الفلسطينيين ؛ والتفكير بحلول اخرى
يمكن ان ترضي هؤلاء » حتى وان كان المطلب اقامة دولة فلسطينية ‎٠‏ ورغم ان هذا الامر
يبدى من قبيل التوقعات » وحدوثه يتعلق بمدى كبير بمجم النشاط الفلسطيني في الداخل
على مختلف الاصعدة ‎٠‏ وليس على الصعيد المعسكري والسياسي فقط , فان قطاعات
من الاسرائيليين تخشى وقوعه » ان نفذ مشروع الحكم الذاتي ‎٠‏
ان مشروع الحكم الذاتي يمنح سكان الضفة الغربية وقطاع غزة , مثلا . حق الحصول
على الجنسية الاسرائيلية إى الإردنية ‎٠‏ ويعتقد الاسرائيليون أن اعدادا كبيرة من اولثك
السكان ستفضل الجنسية الاسرائيلية » فريما يحق لهم عتدئذ المطالبة بيستلكاتهم في
فلسطين المحثلة سنة 1944 , اى شراء ارض داخل اسرائيل نفسها ‎٠‏ « ومن السهل التقدير
ماذا سيحدث في اسرائيل عندما ينتقل ما بون ‎7٠١ ٠٠١‏ الف عربي من المناطسق للسكن
فيها , بعد عشر اى خمس عشرة سنة , في حال حصولهم على الجنسية الاسرائيلية ‎٠‏
‏ليس هنالك ادئى شك في ان زعماء م*ت0٠ف‏ ء بعدما ايقنوا ان ليس ثمة احتمال لان
يحظى الفلسطينيون بالاستقلال » سيحاولون خرق التوازن السياسي في اسرائيل مسن
الداخل ‎٠‏ وليست هذه فكرة جديدة ‎٠‏ فقد كتب حولها الكثير من الخبراء الايديولوجيين
وحتى زعماء عرب ‎٠٠١‏ ان من يرغب » بواسطة الحكم الذاثي, , بالاحتفاظ بالضفة
الغربية باي ثمن , سيجابه مع مر السنين دولة ثنائية القرمية » (44) ‎٠‏
وعلق شمعون بيريس على هذه النقطة بقوله : « ان منح امكانية الاختيار بين الجنسية
الاسرائيلية وبين الجنسية الاردنية » سيؤدي الى عدم اصدار الجوان الاردتي ابدا في
قطاع غزة على الاقل ‎٠‏ وسيكون هذا بمثابة تلميح للاجئين بأنه ( بواسطة اختياين
تاريخ
أغسطس ١٩٧٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 2992 (9 views)