شؤون فلسطينية : عدد 81-82 (ص 144)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 81-82 (ص 144)
- المحتوى
-
1١غ
ساعات في الصيد نتنقل من مكان الى اخر حتى الظهيرة ٠ تلك كانت اسعد ايام
حياتي دلا منازع ٠ كنا احيانا نتصيد سمكا كثيرا من فوع القراص اى البوري
واحيانا لا نصطاد شيئًا ٠ وكنا اذا وفقنا في الصيد نتمتع قي المساء بعشساء
فخم من السمك المقلي مع سلطة الطمينة والبقدونس و الكية المقلي والخحمص
والبابا غنوج تعده ام كامل ونتناوله قوق سطح بيتهم ٠ وبعد العشاء كنا نذهب
الى السينما اى نجلس في مقهى حبيبى » نشرب الكازون ونلعب طاولة الزمر
ونتبادل. النكت ونراقب الفتيات يتمشين متشابكات الاذرع يتضاحكن ويسترقن
كانت جدتي رحمها الله تحبني كثيرا ٠ فهي لم تنجب صبيانا وكنت بعد
جدي رحمه الله ؟ الرجل الوحيد في حياتها ٠كان يساورها القلق عندما
تراني اعزل نفسي كل يوم لاقرا واكتب ساعات متواصلة » ققد كان ذلك في
نظرها شيئا غير طبيعي ٠ وكان يقلقها على الاخص جلوسي في الشرفة منقردا
انظر الى البحر مفكرا لا ابدي حراكا ٠ وكانت تاتي الي في الشرفة وتسالنسي
بحنو ١
ليش قاعد هيك لوحدك يا حبيبي ٠ رأسك بيوججك ٠ حاسس بسخونة ٠
كان علاجها الوحيد لكل الامراض النفسي منها والجسدي هو البابوتنج »
وكانت تفرضه على كل افراد العائلة » وخصوصا علي وعلى جدي ٠ والبابونج
عشب بري يغلى بال ماء ويصبح لونه كلون الشاي الا انه شذيد المرارة ٠ وكسان
نصيبي منه في اليوم على الاقل ثلاثة اى اربعة فناجين , اتناولها غصبا عني
نزولا عند الحاح جدتي ٠ وكانت جدتي تنتظر قدومي » فاذا رأتني نازلا مسن
السطع اى عائدا الى البيت ؛ تسكب فنجانا من البابونج وتجابهني به قائلة :
اشرب هالفنجان يا حبيبي » اشرب شراب العافية ٠
لكني مشى مريض يا تيتا ٠٠ لا بطني بيوجعني ولا راسي ما له شي ٠٠
اشرب فنجان كرمال ستك ٠١ نص فنجان ٠٠
وعندما اقول لها ان كثرة البابوئج تسيب لي أمساكا في المعدة » تجيب دون
ترردد :
ا شق هالحكي 3 مين عمره قال أنه البابوتج بيعمل امساك ! بالعكس »
البابونج بمشي المعدة وبيحمي من كل الإمراض ٠
وعندما اشكى من جريان المعدة » كانت تأتيني بالبابوئج معلئة :
ما في مثل البابونج بيوقف المعدة ! - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 81-82
- تاريخ
- أغسطس ١٩٧٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39480 (2 views)