شؤون فلسطينية : عدد 81-82 (ص 332)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 81-82 (ص 332)
المحتوى
رذنانا
فالخفقان المقصود هى خفقان قلب الارض ذاته الذي لا يمول تعبه دون أن تحلق ضرباته
من اعماق صصدر الارض مطوفة في ذرات الرمل قبل أن تعبر الى خلايا ابي قيس ذاته ‎٠‏
اذا بنا ازاء علاقة متعددة الابعاد ‏ بين ابي قيس والارضس حتى التداخل الحياتي ‏
الدموي بينهما ‎٠‏ ان ما بدا تطلبا عاطفيا يبحث ابى قيس عن تلبية له في الارض , انداح
في ردة فعل الارض الى ما يشبه العملية الجنسية التقليدية , الا ان هذه العملية ذاتها
لا تلبث ان تتكشف ( عبر النقطتين التفسيريتين ) عن علاقة ابعد غورا , علاقة تكاد تكون
رحمية فيما ينقل نبض الارضس الى خلايا ابي قيس عبر ذرات الرمل المرتّجة ؛ لكنها ليست
رحمية بالمعنى الدقيق للكلمة : فالتدالخل بين الطرفين يتحول الى اقرب ما يكون من
الدمج والتوحيد في ذلك القلب المتعب الذي ينتشر خفقانه في الجسدين معا ‎٠‏ لذلك لا يعود
عجبا ان يتعب ابى قيس , تنكائر همومه » تثقل صدره » تضعف قلبه / كلما ابثعد هصن
هذه الارض فابتعاده هذا يحمل ضمنه تهديدا له بالموت في النهاية ‎٠‏
لكن هذا التهديد لا يأتيه فقط من انقطاع ملامسته للارضص ‏ من ابتعاد صدره عنها -
انما يأتيه ايسا من انقطاع اخر : ابتعاده عن رائجتها ‎٠‏
فردا على ها كان يحاوله جاره في فلسطين من اقناع لله يأن ما كان.يسمعه حين كان
يلصق صدره بالارض هي صوت قلبه ‎٠‏ كان ابى قيس يحتع رافضا وهو يتساءل : « والرائحة
اذن ؟ تلك التي اذا تنشقها عماجت في جبينه ثم انهالت مهومة في عروقه ؟ ‎٠٠١‏ ( 70 )
هذه الرائجة التي ترسم حركتها اتجاها ممائلا لذاك الذي رسمه نبض الارض , وتذتهي
مثله في عروق ابي فيس . في دمه , وانحاء جسمه ‎٠‏ ورغم هذا البعد الحياتي ‏ الدموي
في العلاقة بين ابي قيس ورائحة الارض » فهي لا يحول دون بعد اخر متعدد الدلالات
كما لاحظنا ذلك ايضا فيما يتعلق بنيض الارض : العلاقة الجنسية ‏ العاطفية كما يبديها
تعبير ابي قيس عن الاحساسات التي تثيرها فيه تلك الرائحة ( « رائحة امرأة اغتسلت
بالماء البارد وفرشت شعرها فوق وجهه وهى لم يزل رطيبا ‎٠٠‏ , (لال) )
واذا كان هذا البعد الجنسي ‏ العاطفي بسيطا وثائيا في خفقان الارض ؛ قائه هنا في
رائحتها يصبح مركبا كثينر الغنى والنفاذ واولا » يسير على العلاقة الحياتية ‏ الدموية »
فينطلق التعبيى فيه متقابلا مع انطلاقته عن هذه العلاقة الاخيرة في مسألة خفقان الارض ‎٠‏
‏وفي اكتمال هذا التقابل كما يؤكده ابى قيس اخيرا في تعبيره عن هذا الخفقان : ‎«١‏ كانك
تحمل بين كفيك الحائيثين عصقورا صغيرا ‎٠ ٠٠‏ (7؟) يكتمل مقهوم العلاقة الكلية لابي
قيس بالارض في تشديده على بعد ثالث يجمع ذينك السابقين : البعد الوجداني , واذا
بهذه العلاقة الكلية بينهما تعلن على انها علاقة حياتية ‏ جنسية ‏ وجدانية اساسا ‎٠‏
‏وبالتالي يصبح الانقطاع فيها ‏ الابتعاد عن الارض تهديد! بالخيانة والعجن والموت » وكلما
كان الابتعاد اقوى ‏ ملامسة ورائحة . كلما كان التهديد اشد وبالتالي تصبح اقوى النتائج
ب الموت .ل متوقعة ‎١‏
الا ان الارض التي يلجا اليها ابى قيس لميست ارضه بالمعنى الامتلاكي والوطني معا ‎٠‏
‏فهذه الاخيرة تركها منذ عشر سنوات , والارضى التي اتى يستلقي فوقها هي ارض الشط
تاريخ
أغسطس ١٩٧٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed