شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 113)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 113)
المحتوى
1١11
كارتر في العلاقات الدولية » واسلوب نيكسون وكيسنجر . لقدتجاهل الليبراليون الامريكيون
الذين توقعوا تغييرات كبرى في السياسات الداخلية والخارجية » خلال فترة رئاسة كار" 2
حقيقة ان زعامة امريكا السياسية خلال المثتي سنة الماضية كانت زعامة محافظة بصورة
أساسية ؛ بمعنى انها تقبلث الاجماع الأساسي الكامن خلف النظام السياسي والاقتصادي
الامريكيءفلم تجر اية اعادة نظر جذرية في النظام الامريكي ؛ طوال تاريخه , في القرنين
الماضيين . وكانت التغيرات بطيئة ومتراكمة وتطورية . وهذا ينطبق على هاملتون وجفرسون
وجاكسون , تماما كما ينطبق على فرانكلين روزفلت ؛ وجميع من خلفوه بما فيهم كارت .
وريما اختلفت النخبة الامريكية فيما يتعلق بالوسائل , لكنها لم تختلف اطلاقا حول اهداف
العمل السياسي .
ويبدى ان الصحفيين الذين قارنوا كارتر بجفرسون تجاهلوا حقيقة ان سياسة جفرسون
الشعبية ؛ في السياسة الخارجية ؛ تعكس ذلك النوع من الامبريالية الذي يجسد مفاهيم من
نوع « الشعب المختار » . لقد كان يتنب لأمريكا عام ‎10١‏ ان تشمل نصف الكرة الارضية
الغربي بأسره » باعتبار أن « الشعب الامريكي كان شعبا مختارا ... يتمتع بموهبة من
الحكمة والقوة المتميزين » . ان النظريات عن « نظام عالمي » جديد ؛ يمثل « هيكل سلام ,
وسياسة خارجية قائمة على حقوق الانسان ليست بالأمر الجديد . ان ودرى ويلسون ؛ المشهور
بمثاليته ومبادثه الرفيعة , والذي دعا الى نظام عالمي جديد خال من المعاهدات السرية ,
والتعويضات العقابية, واضطهاد الأقليات , أظهر الدوافع الامبريالية نفسها التي تميزت بها
سياسة الولايات المتحدة الخارجية . لقد قادته حماسته المسيائية برسالته الى أن يدلي بهذا
التعليق على الحرب الاسبانية الامريكية ؛ « لقدايقظتنا على حقيقة علاقتنا بباقي البشرية » »
وأن « واجبنا الخاص ‎٠‏ هى تعليم الشعوب المستعمرة ( بفتح الميم ) « النظام وضبط النفس »
وأن ‎١‏ ننقل اليها , اذا امكن , لخبرة القانون والطاعة والاعتياد عليهماء وهى ما تعلمناه منذ
زمن بعيد من التاريخ الاتجليزي » ,
ان انعزالية أمريكا في القرن التاسع عشر كانت في حقيتها مجرد اسطورة ؛ والفرق الوحيد
بين موقف الولايات المتحدة,قبل وبعد الحرب العا ميةالثائية,هى استمرار التدخل الامريكي» الذي
بدا خلال العقود الثلاثة السابقة,وأصبح يعتبر خطوة لا رجوع عنها نظرا لقدرات بريطانيا
وفرنسا الكسيحة العاجزة عن الحفاظ على السيطرة الغربية على الامبراطوريات . ولم يعد
باستطاعة امريكا ان تحتفظ بكعكتها , وأن تأكلها في آن واحد ؛ اذ ازداد ت صعوية الاعتماد
على البحرية البريطانية ‎٠‏ التي تحولت الى قوة من الدرجة الثانية . فالصعود الامريكي على
الساحة الدولية في اعقاب الحرب العالمية الاولى كان تجربة مؤلة » ومصدر احباط رهيب لشعب
طالما اعتاد الاعتقاد بأن بلاده مخلصة للمسحوقين . وملتزمة بمساعدة المضطهدين . ان تزايد
القوة الامريكية بحجة الحفاظ على الوضع القائم , والذي اعتبرها ثلثا سكان العالم ؛ على
الاقل ؛ تزايدا غير عادل , فسر على أنه جزء ضروري من سياسة احتواء الشيوعية . وكانت
الزعامة الامريكية قادرة على توحيد اليمين واليسار السياسي ؛ عن طريق الحفاظ على الخوف من
الشيوعية . ودعم حماسة من. النوع المسياني , وذلك عبر رغبتها في نشر « التمدن ‎٠‏ ويناء
« الديمقراطيات » . لكن الاجماع الذي قامت عليه تلك السياسة بدأ يظهس علامات ثوثر
تاريخ
يوليو ١٩٧٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39479 (2 views)