شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 139)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 139)
- المحتوى
-
لفل
الناحية الأخرى فهم الصهاينة فهما حسنا ديناميكية الحياة السياسية في الولايات المتحدة
والطريقة التي قد يتفاعلون فيها مع الجماعات والمصالح المختلفة ؛ وذلك لأنهم كانوا منخرطين
بنشاط مئذ فترة طويلة في الغرب ولأن لديهم مؤسسات تمثيلية قوية على صعيدي الجالية
والطائفة وفي الحقلين الاجتماعي والسياسي . وفهمت القيادة الصهيونية في الولايات المتحدة
ضرورة اقامة تجالفات مع جماعات المصالح المختلفة التي لها صلة بالسياسة الخارجية
الأميركية . وكان جوهر هذا التحالف هى انه قائم بين مصاليع النخبة الحاكمة في الولايات
المتحدة والأهداف الصهيونية . وقد أشار مؤتمر بيلتمور 8111710815 الذي انعقد في العام
. والذي سمي هكذا نسبة الى فندق بيلتمور في مدينة نيويورك حيث أقيم المؤتمر ؛ إلى
انتقال الصهيونية من تحت الرعاية الامبريالية البريطانية انها آخذة في البرون بوصفها القوة
العالية المسيطرة من الحرب العالمية الثانية » وابتدأ الصهاينة حملة تستهدف قطاعات متنوعة
من الحياة الأميركية المنظمة عن طريق استعمال أفكار مختلقة .
فبالنسبة إلى حركة العمال والحركة الديموقراطية الاشتراكية كانت الصهيونية حركة
ريادية ومساواتية 5411141417 لاعادة اليهود إلى الأرض . وبالنسبة الى المتدينين
وبالنسبة الى الاميركيين الليبراليين كانت الصهيونية عقابا على الذنب الغربي الجماعي
المرتبط بقتل اليهود في أورويا من قبل النازيين . واخيراً » وهو الأمر الأهمم ستقف الصهيونية
كمركز قوي عسكريا ومتقدم للمصالح الامبريالية الغربية ضد ٠ القبائل » في البلدان المتخلفة في
الشرق الأوسط التي ستتحدى اكيدأ الاستعمار الغريي اولا » ثم الاستعمان الجديد ,
منذ برون الأنظمة القومية في عدة دول عربية بعد العام ١, استمر نقاش ضمن هذه
الأنظمة حول ما إذا كان يجب أن تحاول التعامل مع الولايات المتحدة أم لا.. وهناك اليوم:في
العالم العربي هؤلاء الذين يقولون ٠ الى الجحيم بالأميركيين والى الجحيم بالولايات المتحدة ٠ ,
في حين أن هناك آخرين يقولون بحذر يجب ان نتعامل مع الأميركيين أى يجب ان نتعامل مع
الولايات المتحدة .
هذان هما الموقفان المتناقضان اللذان كثيرأ ما يسمعهما المرء في الشرق الأوسط حتى
اليوم . وهذان الموقفان , بالنسبة الى رجل مثلي ولد وترعرع وتثقف في الولايات المتحدة » وملتزم
التزاما حميما بمسائل تحرير فلسطين والعدالة الاجتماعية في العالم العربي ١ يثيران اسئلة
يجب ان يجيب عنها كل من هى معني بهذه المشكلات . ولا يجب الاجابة عنها بالنظر إلى
الحقيقة الموضوعية للقوة الأميركية الاقتصادية والعسكرية والسياسية في العالم اليوم ,
فحسب ؛ بل أيضا لأن الجواب ضروري للنشاط السياسي الصحيح والفعال وذي المبادى' في
سياق المجتمع الاميركي حول تورطه لا في الشرق الأوسط فقط بل في جميع انحاء العالم .
السؤال الأول الذي ينبغي الاجابة عنه هو ما إذا كنا نساوي الاميركيين بحكومة الولايات
المتحدة عندما نقول أن الولايات المتحدة جائرة بالنسبة الى حقوق ومصالح الشعوب في الشرق
الأيسط . واعتقد ان معظم العرب لن يقولوا أن كل اميركي هو مسؤول عن سياسة حكومته أى
يشتأرك فيها . وثمة تفهم بأن السياسات الأميركية في الخارج لا تعكس بالضرورة مصالح أى - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93
- تاريخ
- يوليو ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39479 (2 views)