شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 169)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 169)
- المحتوى
-
118
صداقته لاسرائيل هي عربون على ولائه للولايات المتحدة وان الوقت والجهد الذي صرفه
كسنجر . وكارتر بعده ؛ في التدخل الشخصي لاجراء وانجاح مفاوضات السلام بين اسرائيل
ومصر لإكبر دليل على أن اسرائيل لها منزلة خاصة عالية . ليس في مجال السياسة الخارجية
الاميركية فقط ؛ بل في شعور وعواطف الشعب الأميركي .
من يراقب مدي اهتمام الصحافة ووسائل الاذاعة باخبان اسرائيل وبالتحيز الواضح ,
كمياً وكيفيا في ايراد الاخبار والمقالات والصور عن اسرائيل » يرى انه لا يمكن ان يكون هذا
التحيز نتيجة أو صادر من فوق . فالمسؤولون عن الصحافة والاذاعة ؛ كالسياسيين واصداب
الأعمال ؛ يتصرفون اعلاميا وسياسيا تجت تأثير ما يعرفونه من الآراء والمعتقدات الشائعة عتد
الزبائن أي عامة الشعب . والايمان بأن « الزيون دائما على حق ٠ موجود عند التجار
والسياسيين وأصحاب الصحف والإذاعات في اميركا .
واننا نرى ان الحكومة الأميركية تسعى بين الحين والآخر الى تغيير مجرى الرأي العام
حيال بعض متطلبات السياسة الخارجية وهناك بعض الأمثلة : معاهدة قناة باناما , معاهدة
السالت مع الاتحاد السوفييتي ؛ الاعتراف بالصين , الخ ... ولكننا نادرأ ما سمعنا بمحاولة
لتغيير اتجاهات الرأي العام الاميركي حيال اسرائيسل ؛ إلا عندما حاول الرئيس كارتر ؛ في
السنة الأولى من رئاسته , ان يتخذ موقفا « جديدا ٠» بدعمه لفكرة الوطن الفلسطيني » ثم
بقبوله بمشاركة الاتحاد السوفييتي في السعي لايجاد حل لمشاكل الشرق الأوسط . وكان ان
اضطر كارتر علي التراجع عن مواقفه هذه . وراح يتطرف في سياسة معاكسة . وسبب ذلك ان
الرأي العام لم يستجب له , فقد قرن هذا الرأي العام شعوره المعادي للاتحاد السوفييتي
بانحيازه نحو اسرائيل .
ولذلك نقول ان شعور الانحياز لدى الجمهور الاميركي لاسرائيل وضد العرب هو عامل هام
في توجيه السياسة الاميركية الخارجية بشأن النزاع العربي الاسرائيلي . وهذه الدراسة تفترضص
ان هذه النزعة .إلعامة هي مبدئيا نتيجة لعقيدة دينية شديدة وعميقة غير مبنية على أساس
علمي ؛ أى على تغيير اقتصادي أو سياسي ٠» أى على معرقة مداخلات وملابسات السياسة
الخارجية .
ستعنى هذه الدراسة بالأسس الدينية اللاهوتية الحضارية التي بني عليها هذا الشعور
المتحيز . وسنتناول بالبحث هذا التحيز عند العامة » وعند رجال الدين واللاهوتيين الذين
يبحثون في موضوع اسرائيل من ناحية دينية غيبية . وسنقتصي في بحثنا هذا على اتباع الملذاهب
البروتستنتي الانجيلي في شقيه: اللييرالي والمحافظ . قان المذاهب اليروتسنتية في
ميركا وهي كثيرة التشعب تمثل الاكثرية الغالبة لهذا الشعب وفيها تكمن اكثر مصادر
النفوذ السياسي . أما الكاثوليك واليهود فلم نتعرض لهم هنا فقط لضيق المكان »ولا بد من
متابعة دراسة هذه الظاهرة التحيزية عندهم في مكان آخر .
لقد انتجت جذور هذه النزعة المتميزة لاسرائيل ؛ تأثيرات لا شعورية احيانا يشعورية
احيانا اخرى نراها متغلغلة في الوعظ والجمعيات الدينية والمجلات والنشرات الكئسية
والدينية ؛ وعند عامة اعضاء الكنائس ويتضح لنا ان هذه النزعة مع دعمها الواضيع لاسرائيل - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93
- تاريخ
- يوليو ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39480 (2 views)