شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 213)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 213)
- المحتوى
-
نلف
العنف الثوري الفلسطيني . وكان هذا بالذات وراء المساهمة المالية الكبيرة للولايات المتحدة في
ميزانية الأونروا , خلال العقود الثلاثة الأخيرة . كما رعت الولايات المتحدة عروضا كثيرة
قدمت للاجئين في سبيل إعادة توطينهم ودمجهم في العالم العربي ؛ في مجهود جل غايته إجهاض
نمي الحركة الثورية الفلسطينية . فهذا النمى مع استخدام العنف الثوري كان أمرأ وعته
المصالح الأمريكية في المنطقة . وفي هذا السياق , رسمت الولايات المتحدة سياسة للمجابهة مع
الثورة الفلسطينية قغداة انطلاقتها ,» كما رسمت في أعقاب ذلك سياسة لاحتوائها . لقد خلق
العنف الثوري الفلسطيني هموما لا تعد ولا تحمى للولايات المتحدة » وهي هموم تؤثر بلا ريب
وبكل قوة في اعتبارات السياسة الأمريكية . وتتضمن مصادى القلق الأمريكي نشوء الاحتمالات
المتعددة التالية التي تترتب على الكفاح الثوري : )١( ان تصعيد العنف الثوري الفلسطيني
والهجمات الاسرائيلية قد يجر سوريا » وريما العراق ؛ الى ساحة الوغى ؛ مما يزيد من احتمال
نشوب حرب عربية اسرائيلية أخرى قد تتسبب في مجابهة أمريكية سوفياتية ٠ (؟)
احتمال آخر هى شحن الجماهير العريية بتيار الكفاح ضد اسرائيل وحلقائها , الأمن الذي
سيعيق خطط التسوية الأمريكية . وقد تتولد عن هذا هجمات تشن على المصالح الأمريكية في
العالم العربي بما في ذلك زعزعة النشاطات التجارية الأمريكية وتدفق النقط الى الولايات المتحدة
وحلفائها . (؟) وأبعد من ذلك كله أن العنف الثوري يهدد بنسف الوضع القائم » ويقورض
الأنظمة العربية الصديقة للولايات المتحدة والمؤهلة لعقد تسويات توقيقية مع اسرائيل . هذه
الاحتمالات كافة تشكل خطرأ داهماً على إدامة المصالح الأمريكية وهيمنتها على المنطقة .
لامراء في ان هذه الهموم ومصادر القلق تفعل فعلها في تحديد مسار السياسة الأمريكية في
الشرق الأوسط , وعند رسم الاستراتيجية والمخططات . وتتجلى هذه السياسة في كلا
الاتجاهين : الجهود المبذولة للتوفيق وعلى المستوى نفسه المحاولات المبذولة لاجتثاث مصدر
العنف الثوري ٠ وبالتحديد منظمة التحرير الفلسطينية . الجانب الأخيرمن السياسة الأمريكية
تجلى تماما في الدور الأمريكي في محاولة تدمير الحركة الفلسطينية » وذلك بالهجمة الضارية على
الفلسطينيين في الأرين عام 191١ وفي لبنان عامي 19176 ب- 215171 .
في المقابلات مع رجال الاعلام , يصر الرسميون الأمريكيون البارزون في وزارة الخارجية ,
على أن العنف الفلسطيني ليس له أي تأثير مباشر أو غير مباشر من أي نوع على سياسة الولايات
المتحدة الشرق أوسطية أى تجاه السياسة الفلسطينية . لكن هذا غير صحيع . فالحقائق
تكشف أن العنف الثوري الفلسطيني يلعب دور بارزا في مسار السياسة الأمريكية . وتكفي
نظرة أخرى الى الرسم البياني السابق الذكر والخاص بالعمليات الفدائية الفلسطينية ,
لملاحظة التلازم بين تزايد العنف الثوري الفلسطيني ويين التغيرات في السياسة الأمريكية » على
امتداد السنوات العشي الأخيرة . وإني لا أزعم أن العنف الثوري الفلسطيني كان التغير الوحيد
المؤثر على ذلك التغيير ؛ بل إنه كان عنصميرا ملحوظا في ذلك المسان . ففي ١4/ , في الفترة التي
سبقت صعود العمليات الفدائية الفلسطينية , كانت نظرة الولايات المتحدة الى الفلسطيئيين
ببساطة أنهم لاجئون عرب . لكن بعد التزايد في العنف.الثوري في 19175 وى 23151١ بدأت
الولايات المتحدة بالاقرار بآن للفلسطينيين وجودا سياسيا . وبالمثل انطلق الحديث عن المصالح
في 1١6/١ ى 15775 , والمصالح الفلسطينية المشروعة في ١1517“ 1174 , والحقوق - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93
- تاريخ
- يوليو ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39480 (2 views)