شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 229)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 229)
- المحتوى
-
5"
اسرائيل بين مزدوجين اكشر من ثلاثين سنة , ومنكم من لا يزال يضعها حتى الآن .
وباستطاعتكم اليوم ان تضعوا مصطلح « الحكم الذاتي » كذلك بين مزدوجين , ولكن هذا لن
يغير من الأمر اكثر مما غيرت مزدوجاتكم السابقة .
ولذلك وقبل الخوض ف تفاصيل هذا البند وتبيان اسباب رفض شعبنا له » وحتى لا يتبادر
لبعض الاذهان مثل ما تبادر لهذا المعلق » ان القضية التي نناقشها هنا هي أي نوع من انواع
الحكم الذاتي نقبل وايها نرفض ٠ لا بد من المبادرة لتحديد موقفذا المبدثي الرافض لاي نوع من
انواع الحكم الذاتي بما في ذلك ارقي انواعه , والتأكيد أن هدف شعبنا الاستراتيجي الذي
ناضل ولا يزال يناضل من اجل تحقيقه ؛ وعلى امتداد اكثر من ستين سنة .. هي الاستقلال
الوطني الكامل , اي اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة وغير المنقوصة فوق
ترابها الوطني . وهى هدف مشروع وحق ثابت ؛ وليس في الدنيا من لم يعترف لنا به باستثذاء
دولة الكيان الصهيوني وحليفتها الاستراتيجية والتاريخية الولايات المتحدة .
اذن » ومن هذا المنطلق , ويهذا الفهم لهدفنا الوطني والقومي , يندرج رفضنا للحكم
الذاتي ٠ وبشكل اعنف واصرح لهذا ٠ الحكم الذاتي » بالذات الذي يصل بالمؤامرة الصهيونية
الامبريالية الى ذروتها الاجرامية ؛ الطامعة « بتشريع فلسطيني » لتكريس احتلال كامل التراب
الفلسطيني واغتصاب كل حقوق شعب فلسطين الانسانية والوطنية بما في ذلك: هويته التي
يعرف فيها بين الشعوب .
ولا كان الهدف من هذا الحديث ؛ تحديدا ؛ هى الرد على الاقلام والتصريحات التي تحاول
الترويج « لاتفاقيتي كامب دافيد ٠ واطارها السياسي . وكلها تقوم على الكذب والخداع
والتمويه ؛ لا بد من استهلال الحديث بكلمة عامة عن موضوع «٠ الحكم الذاتي » , أي « حكم
ذاتي » قبل الرد المباشر على ما اسموه زورا بهذه التسمية .
عرفت البشرية نوعين اساسيين من « الحكم الذاتي » :
النوع الأول : جاء وليد الارادة الاستعمارية والطغيان الاوروبي بالذات » عندما كانت
اوروبا في ابان جبروتها . فحيث كانت تعجز الدولة الاستعمارية » لسيب او لآخر » عن ممارسة
استعمارها بشكل مباشى , فتلحق البلد المستعمر ( بفتح الميم ) بادارتها المباشرة » كانت تلجأ
الى صيغ ملتوية لتحقيق اهداقها , منها صيغة « الحكم الذاتي » , قتمنح المواطنين بعض
حقوقهم في ادارة شؤونهم الحياتية والثقافية والادارية » واحيانا حتى السياسية الداخلية ,
شرط ان يبقى هذا كله داخل دائرة الهيمنة الاستعمارية ولا سيما فيما يتعلق بقضايا السيادة
والاستقلال السياسي والاقتصادي .
وليست صيغة « الانتداب ٠» الا نوها آخسر من هذه الصيغ الملتوية لفرض الارادة
الاستعمارية بعد ايجاد المبررات الكاذبة لها . ولعل تاريخ الاستعمار البريطاني بالذات » هى
خير دليل على هذه الالاعيب السياسية » اذ ما من بلد حل فيه البريطانيون بهدف تمكين شعبه
عن طريق تلك الصيغ وتأهيله للاستقلال وقيادة نقسة )!( الا وكانت نهايته الانهيار
والانقسام وريما الضياع الكامل كما حدث في فلسطين .
اما النوع الثاني الذي عرفناه , فلقد جاء نتيجة شبه حتمية في مناطق تميزت اطرها - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93
- تاريخ
- يوليو ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39480 (2 views)