شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 237)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 237)
- المحتوى
-
ورف
فالشرق يؤلف جزءا متكاملا من المدنية المادية والحضارة الأوروييتين . والاستشراق يعبر عن
ذلك الجزء ويمثله حضاريا وحتى ايديولوجيا بوصفه اسلوبا أو صيغة للمحادثة والتخاطب مع
ما يدعمه.من مؤسسات وذخيرة لغوية وبحث اكاديمي وصور ومذاهب ٠ وحتى البيروقراطيات
الاستعمارية والأساليب الاستعمارية . وبالمقابل , فان الفهم الاميركي للشرق سوف يبدى أقل
كثافة بشكل بارن , رغم ان مغامراتئا الحديثة العهد في اليابان وكوريا والهند الصينية يتوجب
. عليها أن تخلق الآن وعيا « شرقيا »اكش رزانة وواقعية.وعلاوةعلى ذلك » فان الدور السياسي
والاقتصادي الأميركي الذي اتسع نطاقه كثيرا في الشرق الأدنى ( الشرق الأوسط ) له كبير
الحق في مطالبتنا بفهم لذلك الشرق .
سوف يتضيح للقارى' ( متلما سوف يصبع الأمر أشد وضوحا في صفحات الكتاب
المتتالية ) بأنني أعني ب «٠ الاستشراق ٠ عدة أشياء , وكلها في رأيي اشياء متواقفةومتداخلة.
إن المعنى الأكثر قبولا على نحو مباشر لكلمة استشراق هو معنى أكاديمي » وحقا إن التسمية ما
زالت تخدم الغرض في عدد من المؤسسات الاكاديمية.فكل امرى' يقوم بتدريس الشرق أو الكتابة
عنه أويبحث فيه وهذا ينطبق على ما إذا كان الشخص عالم للانثروبولوجيا أوعالما للاجتماع
أى مؤرخا اولغويا سواء كان ذلك من النواحي الخاصة أى العامة للشرق , هو مستشرق .
وما يفعله هذا الشخص هى استشراق ومن الصحيح ان لفظلة م استشراق » لدى مقارتتها
بلفظتي «٠ الدراسات الشرقية » أى « دراسات المنطقة » تلقى تحبيذأ أى تفضيلا أقل من جانئب
المختصين اليوم ؛ ويرجع ذلك لسببين اثنين : أولاهما ؛ لأنها لفظة غامضة جدأ ومغرقة في
العمومية , وثانيهما » لكونها تدل على الموقف التنفيذي الاستعلائي المنيثق عن الاستعمار
المؤتمرات التي تتناول « الشرق » كموضوع رئيسي للتركيز » حيث يصبع المستشرق بمثابة
الثقة الرئيسية لهذه المؤتمرات وتلك الكتب سواء كان هذا المستشرق في زية القديم أم الجديد .
والنقطة التي نتوخى الوصول إليها هي ان الاستشراق » رقم كونه ليس على قيد البقاء كما كان
شأنه في الماضي » فانه لا يزال مستمرا على قيد الحياة الأكاديمية من خلال مذاهبه وطروحاته
عن الشرق والانسان الشرقي .
ثمة معنى أعم للاستشراق » يتصل بهذا التقليد الأكاديمي ؛: حيث تؤلف حظوظ هذا
التقليد وتناسخاته وتخصصاته وانتقالاته على نحو جزئي موضوع هذه الدراسة.فالاستشراق
هنا يعني اسلويا في التفكير يرتكز إلى التمييز الاتطولوجي والمعرفي بين « الشرق ٠» والغرب »
( في معظم الوقت ) ( بمعنى )ورونزمو0 . وهكذا نجد كثلة كبيرة من الكداب تضم بين صفوفها
الشعراء والروائيين والفلاسفة والمنظرين السياسيين وعلماء الاقتصاد والاداريين الامبرياليين,
ممن قبلوا التمييز الأساسي بين. الشرق والغرب باعتبارهما نقطة البداية لنظريات مفصلة .
وملاحم مستفيضة وروايات وأوصاف اجتماعية وتقارير سرد سياسي تتعلق بالشرق وشعويه
وعاداته ى « عقله » ومصيره وهلم جرا . ويمكن لهذا النمط من الاستشراق ان يستوعب
اسخيلوس مثلا . إلى جائب فيكتور هوغى ودانتي وكارل ماركس . وفي مكان لاحق من هذه
المقدمة سوف نتناول المشكلات النهجية التي يلاقيها الباحث في « حقل » مثل هذا الحقل الذي
جرى توسيع نطاقه بصورة مفتعلة .
والتقاطع بين المعنى الأكاديمي والمعنى المتخيل نوعا ما للاستشراق هو تقاطع ثابت » - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93
- تاريخ
- يوليو ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39484 (2 views)