شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 241)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 241)
- المحتوى
-
امداق
الاكاديميات والكتب والمؤتمرات والجامعات ومعاهد السلك الخارجي ) منذ عهد ارنست رينان
في أواخر ١164٠ وحثى الزمن الحاضى في الولايات المتحدة الاميركية يجب ان تكون شيئا أشد
هولا من مجرد مجموعة من الأكاذيب ٠ ويناء عليه ٠ فالاستشراق ليس ثمرة وهمية من ثمرات
الخيال الأوروبي عن الشرق . بل يؤلف مجموعة تحتضن طيلة أجيال متعاقبة قدرا لا يستهان به
من الاستثمار المادي . فالاستثمار المتواصل جعل من الاستشراق بوصفه منظومة من منظومات
المعرفة عن الشرق , شبكة مقبولة لكي يتسرب الشرق من خلالها إلى الوجدان الغريي » تماما
مثلما أدى الاستثمار ذاته لا بل جعلها منتجة حقأ ويالفعل إلى مضاعفة الأقوال
والتصريجات المنتشرة عن الاستشراق في الثقافة العامة .
لقد أجرى فرامشي التمييز التحليلي المفيد بين المجتمع المدني والمجتمع السياسي » حيث
يتألف الأول من ارتباطات طوعية ( أي على الأقل عقلانية وفير اكراهية ) مثل المدارس
والعائلات والاتحادات ؛ ويشتمل الثاني على مؤسسات الدولة ( مثل الجيش والشرطة
والبيروقراطية المركزية ) التي يكون دورها في الكيان السياسي ممارسة السيطرة المباشرة .
طبعأ , يتم العثوى على الثقافة وهي تمارس عملها ضمن المجتمع المدني ؛ حيث نجد تأثير
الأفكار والمؤسسات والأشخاص فاعلا ليس عبر السيطرة ٠ بل من خلال ما يسميه غرامثي
ب ١ الموافقة » ( القبول ) . لذا ففي أي مجتمع غير توتاليتاري ( شمولي ) نجد أشكالا
قفي مديثة تسبطر عار اغوي , معنا يحضي الأدكار في أ نايا وفوا من غبيها .
وشكل هذه الزعامة الثقافية هي ما عرفهغرامشي ب « الهيمنة » وهي مفهوم لا غنى عنه في
أي فهم للحياة الثقافية داخل الغرب الصناعي . فالهيمنة ؛ أو بالأحرى النتيجة التي تسفر
عنها الهيمنة الثقافية حين تمارس عملهاء هي التي تسبغ على الاستشراق المتانة والقوة اللتين قد
تحدثنا عنهما حتى الآن . والاستشراق لا يبعد أبدأ عما دعاه دنيز هاي ب « فكرة اورويا ,29
وهي كناية عن مفهوم جماعي تعرف ١ نحن » الأوروييين مقابل جميع « أولئك ٠ غير
الأوروييين . ويمكن المجادلة حقأ بان العنصر الرئيسي في الثقافة الأوروبية هى بالضبط ما جعل
تلك الثقافة مهيمنة داخل اوروبا وخارجها على السواء : أي باعتبار فكرة الهوية الأوروبية فكرة
متفوقة على كل ما عداها وبالمقارنة مع كافة الشعوب والحضارات غير الأورويية . هناك
بالاضافة إلى ما تقدم هيمنة الأفكار الأوروبية عن الشرق . وهي أفكار تكرر موضوعة التفوق
الأوروبي على التخلف الشرقي . وتتجاهل عادة الامكانية القائلة بأن مفكرا أشد استقلالية أى
أكش تشكيكا قد تكون لديه آراء مخالفة حول المسألة .
وبطريقة ثابتة تمامأ يعتمد الاستشراق في استراتيجية على هذا التفوق الموقعي المرن »
مما يضيع الانسان الغربي في سلسلة كاملة من العلاقات الممكنة مع الشرق دون أن يفقده ابدأ
اليد الطولى تسبيا . ولماذا يجب أن يكون الأمر خلاف ذلك ؛ لا سيما خلال فترة الصعود
الأوروبي الباهر مئنذ أواخر عصر النهضة وحتى الزمن الحاضر ؟ فالعالم والباحث والمبشر
والتاجر أو الجندي كان في الشرق أوفكر به , لأنه استطاع أن يكون هناك » أو كان بمقدوره
التفكير به » دون مقاومة تستحق الذكر من جائب الشرق . واندراجا تحت العنوان العام :
معرفة الشرق , وضمن مذللة الهيمنة الغربية على الشرق خلال الفترة الممتدة منذ أواخر القرن
الثامن عشر . برن هناك شرق معقد وملاثم للدراسة في الأكاديمية » وللعرض في المتحف » - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93
- تاريخ
- يوليو ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39484 (2 views)