شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 243)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 243)
- المحتوى
-
5”
سالاسم
ذكرت ثلاث نواح من واقعي المعاصى : ويتوجب علي الآن أن أشرح هذه النواحي
وأناقشها باختصار » بحيث يتبدى كيف توصلت إلى مسار خاص في البحث والكتابة .
١ التمييز بين المعرفة الخاصصة والمعرفة السياسية
من السهل المجادلة بأن المعرفة عن شكسبير أو وردزورث ليست معرفة سياسية ؛ بينما
المعرفة عن الصين المداصرة أى عن الاتداد السوفياتي هي كذلك . إن لقبي الشكلي والمهني
المميز هى « إنساني النزعة » . وهى لقب يشير إلى الانسانيات باعتبارها حقل اختصاصي
ودراستي » ولذا فائه من المستبعد وجود أي شيء سياسي يتعلق بما أقوم به في ذلك الحقل .
؛ إن جميع هذه التسميات والتعابير تستخدم هنا بمعزل تام عن ظلال معانيها , لكني
7 تقد بأن الحقيقة العامة لما أشير اليه تحظى بقبول واسع النطاق . وثمة سبب وراء القول بأن
الشخص الانساني النزمة الذي يكتب عن وردزورث ؛ أى المحرر الأدبي المختص بموضوع
الشاعر كيتس ؛ ليس متورطا في أي شيء سياسي , وهذا السبب مفاده ان ما يقعله الواحد
منهما يبدى انه لا ينطوي على أثرسياسي مباشر في الواقع بمعناه اليومي . فالباحث العلمي الذي
يتخذ من الاقتصاد السوفياتي حقلا لنشاطه يعمل في مجال مشحون لدرجة عالية ؛ حيث يكثر
الاهتمام الحكومي بموضوعه ؛ وما يمكنه انتاجه على صعيد الدراسات أن المقترحات سوف
يتلقفه صانعو السياسة والمسؤولون الحكوميون وعلماء الاقتصاد المؤسساتيون » وخبراء
المعلومات والمفابرات . والتمييز بين ه أصحاب النزعة الانسانية » والأشخاص الذين ينطوي
عملهم على مضاعفات في السياسة أ على دلالة سياسية هى تمييز يمكن توسيع نطاقه اكثر
بالقول إن اللون الايديولوجي لصاحب النزعة الانسانية هو مسألة ذات اهمية عرضية بالنسبة
للسياسة ( بالرغم من إمكانية كونه على جانب كبير من الأهمية بالنسبة لزملائه في الحقل
الاختصاصي , إذ قد يعترض هؤلاء على ستالينيته أى فاشيته أو على ليبراليته الهينة جدأ ) »
بينما نجد أيديولوجية الطرف الثاني وقد حبكت مباشرة في نسيج مادته حقا » إن الاقتصاد
والسياسة وعلم الاجتماع في الاكاديمية الحديتة هي علوم ايديولوجية ولذا يفترض جدلا كونها
علوما ٠ سياسية » .
ومع ذلك فان العامل المحدد بالنسبة لمعظم المعرفة المذتجة في الغرب المعاصر ( وانا أتحدث
هنا بشكل رئيسي عن الولايات المتحدة الأميركية ) هو أن تكون معرفة غير سياسية , أي علمية
وأكاديمية ومتجردة ومترفعة عن الاعتقادات المذهبية المتحيزة أو ضيقة التفكير . فالمرء ربما لا
يسعه منازعة طموح من هذا النوع على الصعيد النظري , غير ان الواقع على صعيد الممارسة
العملية هو اشد تعقيدا واشكالية . ولم يسبق لامرى' حتى الآن ان استنبط طريقة لتجزيد العالم
الباحث عن ظروف الحياة , وعن حقيقة انتمائه ( الواعي أ غير الواعي ) إلى طبقة اجتماعية
ومجموعة من المعتقدات ومركز اجتماعي أو عن مجرد النشاط الذي يجعل منه عضوأ في مجتمع
ما . هذه الأمور ما زالت وثيقة الصلة بما يقعله المره على الصعيد المهني ؛ بالرقم من كون
أبحاثه وثمارها وهذا أمر طبيعي بما فيه الكفاية س تحاول بلح مستوي من الحرية النسبية
حيال الكوابح والقيود التي يفرضها عليه الواقع اليومي الفظ . لأنه يوجْد هناك شيء مثل المعرفة” - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93
- تاريخ
- يوليو ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39483 (2 views)