شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 245)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 245)
- المحتوى
-
6ع"
تخالطها وتطبعهاء وتنتهكها الواقعة السياسية الفاضحة ومع ذلك (هذا هو مااقوله) في هذه
الدراسة عن الاستشراق . لأنه إذا كان صحيحا بأن أي انتاج للمعرفة في العلوم الانسائية لا
يمكته أبدأ أن يتجاهل أوينكر تورط مؤلفها كذات انسانية في ظروفه الخاصة ؛ فلا بد أيضا من
كونه صحيحاً بأنه بالنسبة للأوروبي أو الاميركي الذي يدرس الشرق لا مجال هناك لانكار
الظروف الرئييسية العائدة لواقعه الفعلي : وذلك بأانه يتصدى للشرق كأوروبي أو اميركي في
الدرجة الأولى » ويوصفه فردا في الدرجة الثانية وان يكون المرء اورويياً أى أميركيا فيو وضع من
هذا القبيل ليس واقعة خاملة على الاطلاق . فالأمر قد عنى وهى يعني كون الشخص المذكور
مدركا , مهما كان ادراكه على قس ضئيل ؛ انه يذتمي الى دولة لها مصالح محددة في الشرق .
والأهم من ذلك » انه ينتمي الى جزء من الكرة الأرضية له تاريخ محدد من التورط في الشرق
يرجع إلى زمن هوميرووس تقريبا .
إن صياغة امسالة بهذه الطريقة تبين بأن هذه الحقائق الفعلية السياسية لا تزال غير
محددة إلى درجة كبيرة وعامة جدأ حتى تثير الاهتمام بالقعل . ومن شان أي شخص ان يوافق
عليها دون ان يوافق بالضرورة على كونها مهمة جدا , وكمثال على ذلك : فلوبير عندما كتب رواية
سالاميو . أو ه.أ .ر . جب حين كتب « الاتجاهات الحديثة في الاسلام » . والمشكلة
هي وجود مسافة كبيرة جدا بين الواقعة الكبيرة المسيطرة , كما وصفتها » وبين تفاصيل الحياة
اليومية التي تتحكم في الانضباط الدقيق للرواية أى لنص البحث العلمي خلال كتابة كل منهما '
ومع ذلك فلى أقصينا منذ البداية كل فكرة تقول بأن الحقائق أو الوقائع « الكبرى » مثل
السيطرة الامبريالية يمكن تطبيقها بصورة ألية وحثمية إلى مثل تلك المسائل المعقدة كالحضارة
) الثقافة ) والأفكار ٠ فائنا سوف نبدأ جينذاك بالاقتراب إلى نوع من الدراسة مثير للاهتمام .
وتقول فكرتي بأن الاهتمام الأوروبي والاميركي فيما بعد بالشرق كان سياسياً بحسب بعض
الروايات التاريخية الواضحة عنه والتي سردتها في كتابي ٠ غير أن الثقافة هي التي أوجدت ذلك
الاهتمام : مما جعلها تتفاعل ديناميأ مع المسوغات السياسية والاقتصادية والعسكرية الفظة
لكي تجعل من الشرق ذلك المكان المتنوع والمعقد على النحى الذي بدا الشرق عليه واضجا في
الحقل. الذي أدعوه أنا بالاستشراق .
ويناء على ما تقدم » فان الاستشراق ليس مجرد مادة سياسية أي حقل سياسي ينعكس
سلبيا بواسطة الثقافة والبحث العلمي أو المؤفسسات ولا هى مجموعة كبيرة ومنتشرة من
النصوص عن الشرق ؛ ولا هى بالتالي يمثل على أو يعبر عن مؤامرة امبريالية « غربية » شنيعة
تهدف إلى عرقلة تقدم العالم « الشرقي ٠ وابقائه قيد التخلف والجمود . إنه بالأحرى توزيع
للوعي الجغراسي وبثه في النصوص الجمالية ونصوص البحث العلمي ؛ والنصوص الاقتصادية
والسوسيولوجية والتاريخية والفيلولوجية .إنه توسيع ليس فقط لتمييز جغرافي أساسي ( قوامه
ان العالم يتألف من نصقين غير متساويين : الشرق والغرب ) ٠ بل لسلسلة كاملة من
«المصالح» الثي لا يخلقها عن طريق سبل مثل الاكتشاف العلمي واعادة البناء الفيولولوجي
والتحليل السيكولوجي ووصف المناظر الطبيعية بالاضافة إلى الوصف السوسيولوجي
فحسب . بل يحافظ على تلك المصالح ايضاً . إنه يؤلف إرادة معينة, بدلا من التعبير عنها » أى
قصدا معينا لفهم عالم مختلف في مظهره ( أو عالم بديل وجديد ) وللسيطرة على هذا العالم في - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93
- تاريخ
- يوليو ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39483 (2 views)