شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 258)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 258)
- المحتوى
-
58
الأميركيين كما على الثقافة الليبرالية وعلى السكان عامة.. ثالثا , الغياب الكلي تقريبا لأي موقع
ثقافي يجعل من الممكن اما التمائل مع العرب أى الاسلام أو بحثهما بتجرد عن الهوى.وعلاوةعى
ذلك ؛ فمن نافل القول انه لكون الشرق الأوسط حاليأ يتلازم مع سياسات الدول الكبرى
واقتصاديات البترول ؛ ومع الانقسام الثنائي الساذج إلى اسرائيل الديمقراطية والمحبة للحرية
والعرب الاشرار والتوتاليتاريين والارهابيين » فان الفرص والمجالات المفتوحة أمام قيام ما
يشبه النظرة الواضحة إلى ما يتحدث عنه المرء غندما يتحدث عن الشرق الأدنى هي ضثيلة الى
درجة تبعث الكأبة في النفس .
إن تجاربي الخاصة لهذه المسائل هي التي دفعتني جزئيا إلى كتابة هذه الدراسة .
وحياة العربي الفلسطيني في الغرب » ولا سيما في أميركا . هي مثبطة للهمة.يوجد هنا اجماع
تام تقريبا على ان هذا الشخص لا وجود له سياسياً . وعندما يجري التسليم بوجوده ٠ فاما
كمصدر ازعاج أو بوصفه شرقيأ . فالشبكة المنسوجة من العرقية والقوالب الثقافية الجامدة ,
والامبريالية السياسية , والايديولوجية المجردة من الصفات الانسانية ؛ والتي تطبق على
العربي أو المسلم هي شبكة قوية ومتينة للغاية , وهي بالذات ما تسنى لكل انسان فلسطيني ان
يشعر به على أنه يؤلف مصيره الاقتصاصي الفريد من نوعه . ومما جعل الأمور تبدى اسوآ
بالنسبة اليه عندما لاحظ بأئه ما من شخص ينهمك اكاديميا بدراسة الشرق الأدني أي ما
من مستشرق - قد سبق له أبدأ في الولايات المتحدة الأميركية ان وضع نفسه ثقافيا وسياسيا
بجانئب العرب من صميم قلبه . من المؤكد انه كانت هناك مماثلات أى مطابقات عاطفية على
مستوى من المستويات , لكنها لم تأخذ أبدا شكلا مقبولا مثلما أخذته المطابقة الأميركية
الليبرالية مع الصهيونية ؛ وفي كثير من الأحيان كان يعتريها خلل جذري من جراء ارتباطها اما
مع المصالح السياسية والاقتصادية المخزية ( مثلا . مستعربى شركات النفط أو نظارة
الخارجية الاميركية ) أو مع الدين .
لذا فان الشبكة المعقدة من المعرفة والقوة التي تخلق « الشرقي ٠ وتطمس معالمه بوصفه
كائنا بشريا ليست بالنسبة لي شأنا اكاديميا على وجه الحصر . ومع ذلك فهي شأن فكري
ينطوي على شيء من الأهمية الواضحة . لقد استطعت أن استخدم اهتماماتي الانسانية
والسياسية في وصف وتحليل مسألة دنيوية الغاية » ألا وهي نشوء الاستشراق وتطوره وتوطيد
دعائمه . وفي اغلب الأحيان ينشأ الافتراض بأن الأدب والثقافة هما بريئان سياسياأ » وحتى
تاريخيا . لكن الأمر قد بدا لي خلاف ذلك بصورة منتظمة , ومما لا شك فيه أن دراستي
للاستشراق قد أقنعتني ( ولي امل في انها سوف تقنع زملائي في حقل دراسة الأدب والنقد
الأدبي ) بأن المجتمع والثقافة الأدبية لاايمكن فهمهما ودراستهما إلاسوية . اضافة الى ذلك »
ويفعل منطق لا مفر منه تقريبا » لقد وجدت نفسي اكتب تاريخ مشارك سري وغريب الأطوار في
العداء الغربي للسامية , لذلك ان العداء للسامية والاستشراق كما بحثته في فرعه الاسلامي ,
يشبه الواحد منهما الآخر أقرب الشبه . وهذه حقيقة تاريخية وثقافية وسياسية ما علينا إلا أن
نذكرها أمام العربي الفلسطيني للسخرية التي تنطوي عليها وحتى يصار الى فهمها فهمأ
كاملا , لكن الشيء الذي يطيب لي ايضا ان أكون قد أسهمت به هنا , تحقيق فهم أفضل
.للاسلوب الذي عملت به السيطرة الثقافية . واذا كان هذا الأمرمنبها الى نوع جديد من التعامل - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93
- تاريخ
- يوليو ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39485 (2 views)