شؤون فلسطينية : عدد 55 (ص 51)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 55 (ص 51)
المحتوى
ل
الحالة النفسية والتعيوية للجماهير الفلسطينية لم ترتح من عمليات التئفيس
والاستنزاف . وكذلك فان حالة التلاحم بين القصائل المقاتلة على هذه الساحة »© التي
عات في بعض الفترات مراحل متقدمة وحتى متفائلة » قد هبطت الى درجة مخيفة في
السنتين الاخيرتين © ويكفي أن نسأل هنا عن قضية الوحدة الوطنية ©» عن الجبهة
الوطنية المتحدة »© الاداة الأساسية لانجاز أهداف هذه المرحلة بالذات » لنجد في الرد
ما يصفع توقعات حتى أشسد المتفائلين . ومع أننا لا نريد ان ندخل في تفاصيل وطبيعة
ما شهدته المقاومة الفلسطينية على الساحة اللبئانية وخاصة طيلة العام ‎1١91/5‏ > دون
أن نقلل بالطبع من دقة وقيمة الجهد الذي بذل للوصول ألى ما وصلنا اليه من نقائج »
ولكن هل يمكّن لاحدنا ان يقبل بعد التصديق بأن خروجها عن نهج التسوية سيجنب
الثورة الفلسطينية حدة المؤامرات وتوالي الملاحقات ومحاولات التصفية والقمع ؟ واكثر
من ذلك فهل غير القتال والتصدي للمؤامرة والتلاحم مع الحركة الوطنية اللبنانية »
والتضحيات والبذل الصادق المشراف ؛ هل غير هذه العوامل جنبتنا محاولة الجر ثم
التصفية أو على الاقل تقليم الاظافر على الساحة اللبنانية ؟
هذه الصورة بكل ملامحها » مضافا أليها التخبط المخيف خلال العامين المنصرمين »
بين اطروحات الاستسلام التي أطلقها خفافيثى الظلام التي أتاح لها الجو السائد
الخروج من جحورها . وبين الاطروحات التبريرية التي خلفت بلبلة فكرية متشابكة »
أليست كلها من نتاج نهج التسوية السياسية على الساحة الفلسطينية !
؟ ل عند أية اجالة للنظر على الساحة العربية » سريعة أيضا ودون التوغل
بالتفاصيل » نحجد ان حالتها اشد تمزقا وضياعا من اي وقت مضى »؛ وتبرز أمامنا
اتفاقية سيناء ومرور البضائع الاسرائيلية عبر قناة السويس »© وصورة التجاذب
المزيف في الحوار السياسي مع العدو الصهيوني من قبل بعض الجهات الرسبية
العربية » كما يظهر تحسين أسهم. الامبريالية وزعيمتها الولايات المتحدة الامريكية في
بعض الدول العربية » سياسيا واقتصاديا . بالاضافة الى هذا كله © غفي الوقت
الذي يبرز فيه تماسك البرئامج الرجعي © مطيا في بعض الدول العربية وعامة على
الصعيد العربى » يعترى العلاقات بين الدول التقدمية التقكك والتسيب © وتزداد
صعوبة عملية ولادة الحركة العربية التقدمية جماهيريا من جديد . ونسأل هنا أيضا »
اليست هذه الصورة من نتاج نهج التسوية السياسية على الصعيد العربي ؟
© ب لقند حقكث القضية النفلسطيئية انتصارات غير مشكوك يها على الساحة
الدولية » وانتزعت مجموعة قرارات من المنظمة الدولية لا لبس في ايجابياتها على
النضال الغفلسطيني » وستبقى هذه الانتصارات رصيدا غنيا جدا على طريق نضالنا
الطويل . الا أن هذا كله يغلف افتراضا عالميا غير مشكوك فيه أيضا ؛ بأن ما حصل
علية الفلسطيئنيون من هذا التحول في المواقف الدولية » يعزز « توجههم »© لانهاء حالة
النزاع مع اسرائيل بمعنى أن يحصلوا على « حتوقهم » وأن يقبلوا باسرائيل » حقيقة
قائمة بيئهم » ذات حدود آمئة ومعترف بها » وذات علاقات مرشحة للتطور والتقدم
لتصل ألى علاقات حسمن الجوار بكل ما تعئيه هذه من أبعاد . وكذلك قان اسهام بعض
الدول الغربية في تسهيل المهمة الفلسطيئية على الصعيد الدولي باتتزاع المزيد من
القرارات التي تدين الصههونية وترفع العزل عن الفلسطينيين الذي كَان مفروضا
عليهم في مختلف المحافل والى أمد طويل ؛ ان هذا الاسهام ينتظر أن يكون الثمن المرتجى
منه © أن يرح الفلسطيئيون والعرب العالم » من حالات الحرب والتوتر التي تقلق
حياته واقتصاده وأمنه » وتعرضه باستمرار لاحتيالات الحروب الاوسع والاكير © التي
عائى منها مرتين بشكل حاد © وعدة مرات حزئيا » وكانت تعود داثيا بالدمار عليه ‎٠‏
تاريخ
مارس ١٩٧٦
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed