شؤون فلسطينية : عدد 56 (ص 77)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 56 (ص 77)
- المحتوى
-
ف
هكذا كان غسسان كنفائي يغتصب كتابته الفنية من الساعات المخصصة لئومه . و
تكن تلك الكتابة الا نتاج علاقته بفلسطين الوطن والحلم والصراع والجماهير
والمنفى . كان اكثر من كاتب . ولكن ما افدح الخطأ الذي يرتكبه متغار النقساد
والصحفيين ويخدعون به الناس حين يضعون واو العطف [ للتمييز ] بين الكاتب
والناضل . كأن يقولوا : كان كاتبا ومناضلا . ليس الامر في مثل هذا التفصيل © فقسد
كان غسان كنفاني كاتبا مناضلا .
كثيرا ما يجابه الكاتب الفلسطيني باسئلة تأتيه من البراءة او الاتهام : هل أنت كاتب
ام مناضل ؟. في مرحلة تاريخية معيئة يحدد الكاتب المناضل بأنه الكاتب الذي يعبر
عن حركة القوى الثورية .. عن حركة الجديد . وغالبا ما تكون اداة تعبير الكاتب عن
اندماجه بقوى الثورة هي الكتابة . وقد بقي غسسان كنفائي مطاردا بهذا السؤال الى
ان بلع الشهادة » فهزم السؤال وانتصرت كتابة غسان .
كان نشساطه الكتابي متعددا . والطريقة التي سفك فيها دمه محرومة من الوصف .
لقد رسم جسده الممزق حالات القضية الفلسطينية .. لقد حقق الاسطورة .
كم من صديق رثيت . ولكن لم احسس بأنني أرثي نفسي »© فاعيد صيافة حياتي » الا
عندما حاولت الامساك يطرف هذا البركان : غسسان كنفاني . ماذا بوسعك ان تفعل ؟
حثا » ماذا يموسعك ان تفعل ؟ هكذا ينقض الكاتب على نفسه في حضرة الكارثة التي
لا يبردها لم . ولعل مثل هذه الحالات إلتي تنتقص من جدوى الكلمة وقوتها في سياق
المقارئة مع عناصر الطبيعة او الفعل الهائل هو الذي خلق ؛ منذ القدم » تقليد عقد
: المقارئة الظالة بين الكلية والفعل . ليس الخطأ » دائما » أن نقدم أجابة مخطئة .
احيانا وفي مثل هذه الحالة بالذات يأتي الخطأ من مجرد طرح هذا السؤال .
وان الموت حادث .. ولكن هنالك نوعا من الموت يأخذ شكل الاجابة على مغضلة
او مقارنة . وهكذا يتحول مصرع الكتاب المناضلين الى دلالات ورموز . وهكذا كان
امصترع غسان كنفاني شهادة على فاعلية الكتابة لا نفيا لها كما يتصور الميكانيكيون
والماحزون امام حركة العلاقات ؛ كهؤلاء الصبية القاديين الى اسم الثورة من أقانيم
العجز والاحباط والقبح » ليعمموا عاهاتهم على الورق وعلى نفسية البشر »© فيتهمون
الفن بالردة » ويتهمون الحياة بالخيانة ٠ . ش ش
صديقي غسان ! كم من صديق ودعت » ولكن لم اودع مرحلة من حياتي الاافي
وداعك الأآخير . كان آخر ما انتظر من كوابيس هو ان اقمم لاعلائك السايق عن
وجودي منذ عشر سنين . لقد ولدت قبل ذلك » ولكنك انت الذي اعلن ميلادي . لم
اقل لك : شكرا 4 فقد كنت احسب العمر اطول 8
الآن نقول: ادب الارض المدتلة .. ها . .ها ! ولكن الحالة كانت تختاف عامئذ.فقد .
كنا مجموعة من شسباب دون الثلاثين نفتقر الى ادثى مقدمات الرد العملي على الهزائم
التى يعاصرها وعيئا وعارنا . وكنا نحاول كتابة الشعر دون ان نعي انه شسعر . كنا
نصرخ. » تتوجع ».نحتج > غلم نملك اداة تعبير اخرى . وكانت اغلبية مواطنيئا قسخر - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 56
- تاريخ
- أبريل ١٩٧٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39485 (2 views)