شؤون فلسطينية : عدد 66 (ص 130)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 66 (ص 130)
- المحتوى
-
نينا
او في الشارع اى في مدينة اخرى ٠ ورغم ان الجلاد بدا يومها مقتنا ٠ الا انه
لم يكن هناك وقت , فشنقه ٠ وارتاحت ضمائر رجال البوليس , وعادوا السى
جميع الساحات تتشابه ٠ هناك ساحات بيضاء »؛ وساحات خضشرام ,2
وساحات رمادية انا افضل الساحات البيضاء » قالت ٠
لكنها تشبه المستشفيات ٠ ورائحتها مزيج من الادوية والبلازما ٠
لا ٠ انها ساحاث الملوك ٠
- لكني اكره الملوك وافضل الساحات الرمادية ٠ في الساحات الرمادية تجد
السجون ٠ وفي السجون قد نجد الراحة ٠ ربما كانت السجون ضرورية في بعض
اللحظات ؛ هناك ارتاح قليلا وانسى همومي ٠ لان السجن يخلق همومه اليومية,
وهي هموم مقنعة ٠
وجميع الساحات تتشابه ٠ حتى في الساحات الخضراء » حيث الماء والعشب
والازهار١ نجد حبلا يتدلى ٠ اى ملكا 'اى خازوقا يشبه الاشياء الفنية المعقدة ٠
نقترب منه فنجده مجرد خازوق عادي جدا ٠
كانت الساحة فارغة ٠ الاصوات هي اصوات بعض الباعة الذين استيقظوا
باكرا وحملو! الخضار والفواكه الى الاحياء حتى يبدا النهار والامور تأخذد
شكلها الظطبيعي ٠ هكذا يبقى كل شيء طبيعيا رغم كل شيء ٠ وحتى اكون
دقيقا ٠ كانت هناك اصوات شاحنات النفاية التي تدور بعمالها على الاحياء
السكنية الراقية , خوفا من انتشار الاوبئة ٠ الاضواء لا تزال خفيفة وتشبسه
اضواء الصباح الباكر ٠ وانا اقف في الساحة وهي تمسك بيدي وامامي يقف
رجل سمين وقصير ٠ رقبته سميكة كانه خنزير بري ٠ اصلع قليلا » يحمل ورقة
طويلة عليها كتابات بكل الاحرف ٠ يقف في مواجهتي تماما ٠ ينظر في عيني ٠ والى
جانب الرجل هناك حبل طويل يتدلى وكانه سقط من السماء ٠ يتقدم الرجل
مني ويبدا في قراءة الورقة التي يحملها ٠ ولم اكن افهم شيئا ٠ نظرت اليها ٠
كان وجهها يتمدد ويصبح اكثر بياضا ٠ يبدى انها تفهم الكلام الرهيب الذي
يقرله الرجل ٠
ماذا يقول ؟
ليس مهما الذي يقوله ٠ فالمهم انه سيتحقق ما جاء في الكتب ٠
ولكن ٠ ماذا جاء في الكتب ٠
كتبوا اشياء كثيرة في الكتب ٠ وستتحفق - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 66
- تاريخ
- مايو ١٩٧٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39480 (2 views)