شؤون فلسطينية : عدد 66 (ص 132)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 66 (ص 132)
- المحتوى
-
يفيل
البقاء عند مخارج الاصوات ٠ فهى لا يهمه مضمون الورقة ٠ الذي يهمه هي العمل
فبعد لحظات يجب شئق هذا الرجل ٠ وعملية الشنق لا تاخذ وقتا طويلا ٠ بضع
دقائق لسماع خطاب من المشنوق ٠ ثم بضع دقائق اخرى كي ينفذ طلبه الاخير ٠
وهم يطلبون غالبا تدخين سيجارة ويتباطاون في تدخينها ٠ لكن مهما تباطا
فالسيجارة » وخاصة اذا كانت اميركية , تنتهي بسرعة ٠ ثم يبدأ العمل الحقيقي
الذي لا يستغرق وقتا طويلا اذا احسن تحضير الحبل ٠ حيث يختتم مهمشته
بالتسلق بقدمي الرجل وشدهما الى اسفل حتى لا يتعذب كثيرا ٠ انما اكثر
الاشياء التي يكرهها في هذه المهنة هى قراءة الورقة الطويلة ٠ في الماضي كانوا
يجلبون احد القضاة لقراءة الحكم ٠ اما الآن فعليه هى ان يقرا ٠ وهى يعلم ان
هذا 'ليس قانونيا وان الحكم لم تصدره هيئة قانونية ٠ لكنه لا يكترث فالهيئات
القانونية تشبه الهيئثات غير القانونية ٠ وكل شيء يقود الى نتيجة واحدة هي
استمراره في العمل ٠
تقدم الرجل ٠ كان يلبس الثوب الابيض الكلاسيكي » وكانت الساحة خضراء
والسماء رمادية ٠ لم يطلب شيئا ٠ حتى انه لم يطلب مسح المطر الكريه الرائحة
عن وجهه "
ب سيجارة ؟
لم يجاوب ٠ رفع راسه الى اعلى ٠
هل تريد شيثا ؟
لم يجاوب ٠ رقع راسه الى اعلى ٠
ما هي وصيثك ؟*
لم يجاوب ٠ ومرة ثالثة رفع راسه الى اعلى ٠
ما هذا الصنف الجديد من الرجال ٠ فكر الرجل السميك الرقبة ٠ لكنهم في
النهاية يتساوون امام الحبل ٠ يرتجفون ويبداون بتلاوة الآيات والتعاويسذ
ويستغفرون ويبكون ٠ تقدم الرجل بثوبه الابيض ٠ لم يكن يرتجف ٠ ربماارتجفت
رجله اليمنى قليلا ٠ لكن ليس هذا مهما ٠ تقدم وكان على وجهه اثار حسروق
والماء ينف من اذنيه ٠ لم يقل شيئا صعد الدرج وتدلى على الحبل ٠ كا نجسده
ينحني ٠ يرتجف قليلا ٠ لكنه كان يصعد باقدام ثابتة ٠ لم يعد يستطيع التقدم :
أمسك به ٠ كانت الاضواء تلون السماء ٠ كان الجسد عجينا يتلون كل لحظة'
لم يسقط ٠ اخذته ٠ ارتجف جسده قليلا كانه في حمى ٠ .ثم سقط ٠ وكانت
المسافة طويلة جدا ٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 66
- تاريخ
- مايو ١٩٧٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39480 (2 views)