شؤون فلسطينية : عدد 67 (ص 109)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 67 (ص 109)
- المحتوى
-
ل
"يحمل على ذراعيه وفوق صدره عضلات مفتولة ٠ ويبدى للوهلة الاولى رجلا
بقوة ثمائين حصانا ٠
أقبل ابى سراج وابى اروى ٠٠١ ومن بعيد اطلق علي الذياب طلقتين في
الهواء تحية 3
سلم عليهم بحرارة ٠ وفي الخيمة دارت اكواب الشاي ٠ وقدموا له المتطوع ,
وتيادلو! الاحاديث » والنكات » واخر الاخبار ٠ وقصص الثلج والصقيع ٠
ودارت اكواب الشاي مرة اخرى , وفي الخارج بدا .الثلج يتساقط ٠ اخريم
صندوق سجائره » وقدم واحدة لكل منهم » ثم اشعل واحدة ٠١ ثم ثانية ٠١ شم
ثالثة ٠٠ فقال ابى سراج :
ب سعيد انت تدخن بلا توقف ولى اذنا اجرينا قياسا لطول السجائر التي
دخنتها في حياتك فانها ستصئع دائرة حول البحر المتوسط ٠
وعندما جاءت نوبة حراسيته 0 قام المتطوع ٠. استاذن » وحمل بندقيتهد,
وخريح ٠٠١ توقفت الثلوج عن التساقط بعد ان كونت طبقة رقيقة بدات تذوب
وتشكل شلالات صغيرة تنحدر الى سقح الوادي ٠ سمع خربشة بين. الحشائش ٠
اقترب » ورفع كومة من الاشواث المبللة ٠ اطلت عينان مذعورتان وجسد فزع ٠
انه ارنب ابيض ؛ مثل قطعة من القطن ٠ اقترب منه ٠ الاذنان تنتصبان ٠ الانف
يرتجف ٠ انحنى , وحمل الارنب من اذنيه » فقاوم بضعف , ثم هدأ ٠ مشى »
كانت بعض القذائف تتساقط بعيدا » والضباب يتكائف والصقيع ينفذ الى
العظام ٠ دخل الخيمة ٠ وكان ابى سراح يشعل كومة من الحطب ٠
رفع الارنب من اذنيه امامهم ٠ وقال : وجدته بين الاشواك يكاد يموت من
البرد ومن شدة الصقيع .
مد سعيد يده وتناول الارئب البري ووضعه أمامه قرب كومة الحطب المشتعل ٠
ظل الارئب ساكنا , يعلى بطنه ويهبط ببطء » ويتنفس مثلما الاطفال ٠ كان ساكنا.
الا من عينين بنفسجيتين يسكنهما تعبير حاد بالالم ٠
خرج المتطوع . كان المساء يقترب 1 وبعيدا بعيدا اضاءت الفضامء أشسارة
تنوير اخذت تنزل رويدا رويدا كانها قنديل يهبط من السماء ٠ وظلت الاشجار
صامتة واغصانها ساكنة ٠ وكفت الضفادع عن النقيق ٠
اخيرا : خرج سعيد ابى جابر بفروته ولحيته الكثة وعضلاته وعصاه ٠وقال:
ايها الصديق ان الدفء يتسلل الى عظام ارنيك ٠ وبعد قليل يتعافى ٠ ثم ابتسم
٠٠ واضاف : اذني ذاهب الى صيدا ٠١ هل تريد شيئا ؟
سأله المتطوع بدهشة : هل تذهب في مثل هذا الطقس ؟ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 67
- تاريخ
- يونيو ١٩٧٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)