شؤون فلسطينية : عدد 53-54 (ص 144)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 53-54 (ص 144)
- المحتوى
-
١47
ولكن التطور الاقتصادي للمجتمع من الاقطاع الى الراسمالية جعل من القهال
شكلا « أقطاعيا » طفيليا لأمضيون له يقوم باستفلال اليهود لحساب الحكومة
البولندية والثبلاء الاقطاعيين الغائبين في المدينة 9) . ومن مظاهر هذه الطفيلية
الاستغلالية ان وظيفة رئيس القهال لم يكن يشغلها الا من كان على علاقة طيية
بالحكومية او بالنبلاء » حيث انها كانت تعد مصدرا للدخل المرتفع لمن يغلها 9© .
ونفس الطفيلية تتضح في وظائف القضاء التي كان لا يشغلها الا من يدفع رشسوة
للحكومة »© ولذا كان من الظبيعي ان يتقبل القاضي الهدايا والرشاوي فور
قبضدتها ؤهيمنتها على اليهود وفقدت كل علاقة بالجماهير خاصة وان يهود الريف
لم يكن من حقهم أن يدلوا ياصواتهم: على الرفمم من انهم كانوا يدفعون الضرائب
المقررة عليهسم (0) . ١
وقد بلغت طفيلية القهال درجة كبيرة حتى ان الحكومة البولندية ذاتها الغت
مجلس الاراضي الاربع ( الاطار الاداري الذي يضم كل قهالات بواندا وليتوانيا ) كها
انها اخذت فى تقليل بللطة الحاخامات ) . وقد صاحب هذا التطور الاتتصادي
والسياسي تحسن ف احوال الطبقة المتوسطة الكبيرة ( تجار الجملة ) » اما يهود
المناطق الريفية فقد ازدادوا فقرا خاصة بعد زيادة ضريبة الرؤوس 222 . فقد عاش
الشرائب ( وهم من صغار الموظفين ) واصحاب الفنادق الصغيرة وصغار المستاجرين
من أليهود ( حياة قاسية للغاية » اذ فقدت هذه الفئات الاجتباعية المرتبطة بالنظام
« بمعجزة » في شكل زبون يأتى بالصدفة (4) . وكانوا! يتغفورون جوعا حينها لا ترسل
لهم الخدفة هذا الزبون » مما كان يضطرهم ان يقتاتوا بما يتكرم به النبيل البولندي
عليهم 200 ( وظاهرة الشحاذ اليهودي ظاهرة كانت واسعة الانتشار في اورويبا في
اواخر القرن التاسع عشر ) . ولقد بلغ بؤس هذه الجماهير الاقتصادي ان عشر أرياب
الاسر اليهودية كانوا بلا عيل (001 . وقد كانت هذه الجماهير هى الني اتحدت لتقف
هد سلطة القهال آداة استغلالها وطالبت بتغييره او حله » وكانت هي الجماهير التي
انضمت للحركة الحسيدية . ومن الملاحظ ان الحرفيين والعيال اليهود لم ينضيوا
لاحركة الحسيدية لاسباب عدة من أهيها أن الاساسس الاقتصادي لوجودهم كان أكثر
ثياتا من أساس البورجوازيين الصغار من اليهود ؛ كما انهم كانوا لا يكملون دراستهم
الديئية. اذ كان ابناؤهم لا يدرسون آلا اأسفار موسى الخمسة ويتركون بعدهما
الدراسة لفقرهم » على عكسن اولاد اأصحاب الدكاكين الذين كانوا يكملون دراستهم
الدينية ويترأون الجمارة ( جزء من التلمود ) مما كان يؤهلهم لدراسة القهالة بنزعتها
الغيبية ؟9١) . هذا وقد امتصت الحركات الثورية العبالية ( اليهودية وغير اليهودية )
كثيرا من العمال اليهود 29 .
ومع ان الجماهير البهودية كانت ترزح تحت نبير الاستغلال الإتتصادي من جانب
النبلاء البولنديين وكياذة القهال » الا ان قيادتها الفكرية والدينية لم تقم هي الاخرى بأي
دور روحي او تعليمي او اخلاتي »؛ فقد تحول الحاخام الى مجرد موظف له راتب » لم
يكن يعنيه ثسيء من شؤون الجماعة » وكانت مواعظ الحاخامات كلها تدور حول مواضيع
بيروقراطية القهال ؛ كانوا يحصلون على وظائفهم نظير مبلغ من المال يدفعونه ٠. وقد
اأرتبطت طبقة العلماء اليهود بطبقة الاثرياء عن.طريق القرابة والنسب 21١ وقد
لخص احد الفقهاء وضع الحاخامات قائلاً « كل شضخص به جوع للسلطة وكل شخص
يصيعح اريد ان احكم ( آو أتسلط ) لانني عالم ( تلمودي ) » 21 ٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 53-54
- تاريخ
- يناير ١٩٧٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39480 (2 views)