شؤون فلسطينية : عدد 63-64 (ص 116)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 63-64 (ص 116)
- المحتوى
-
دللا
الجنسين به »و » مما يترتب على ذلك وجود اختلاف جذري ٠ قالدكتور زكريا ابراهيم يقول
«حقا اننا لا نفهم الوقائع البيولوجية الا في ضوء سراق وجود اقتصادي » نفسي ,
اجتماعي » ولكننا لا ننسى ان تكوين المرأة البيولوجي هى الذي يجعلها منذ البداية فريسة
لصراع نفسي هميق بين اهتمامها بذاتها وخدمتها للنوع البشري , ما دام هى الذي يقضي
عليها بان تكون اداة النوع في التكاثر ٠٠١ ان معلم المتاعب النفسية التي سنلتقي
بهسا لسدى الكثيس من النساء انما هسي في العسادة وليدة هذا الصراع الكامن لدى
المراة بين الفسرد والنوع » ٠١( ) » ويضيف مشير! الى كون المرأة عاطفية اكثر من الرجل
« ريما كان هن الصواب ان يقال ان وظيفة الامومة قد أقتضت ان تكون المرأة اكثر
حساسية من الرجل واسرع استجاية لللمؤثرات الوجدانية » ٠ )١١( وحول العلاقة بين
سلبية المراة وتكوينها البيولوجي » يقول « لسنا نزعم ان السلبية المطلقة هي الصفنة
الاصلية التي تفرضها على المرأاة طبيعة تكوينها البيولوجي , وانما نحن نرى ان هذه
السلبية وان كانت نسبية الا انها داخلة في صميم تكوين المرأة البيولرجي باعتبارها
مخلوقا يتجه معظم نشاطها نحو الداخل» ٠ )١7(
اننا لا ننكر وجود بعض الفروق البيولوجية بين الجنسين ناتج عن الفرق في الوظيفة
الجنسية لدى كل منهما ٠ ولكن هل تشكل هذه الفروق اساسا للتمايز الاجتماعي بيسن
الرجل والمرأة » وتفقسر اضطهاد الرجل للمرأة هذه الحقبة الطويلة من الزمن ؟ وهل هذه
الفروق البيولوجية هي التي حالت دون برون النساء في النشاطات المعديسدة ولا سيما
العقلية التي برز فيها الرجال ؟ ام ان ذلك يعود الى ما ساد من مفاهيم حول دونية المراة
بلا يؤكد مثل هذا الموقف بعض علماء النفس ؛ استنادا الى عدد من التجارب التي
قامو! بها حول هذه المشكلة ٠ ومن اهم هذه التجارب تلك التي قام بها كاجان « شهقلط »
عن الاطفال » حيث لاحظ وجود اختلافات في استجابة الذكر والانثى من الاطفال الصغان
لبعض المؤثرات الفارجية ٠ ومن هذه التجارب أيضا ؛ تلك التي قام بها عالم التحليسل
النفسي اريك اريكسون في دراساته لمرحلة الطفولة ٠ حيث أشار الى وجود بعض الاختلافات
الهامة بين الجنسين تظهر بوضوح في طريقة اللعب واستخدام الدمى ٠ وملاحظاتنا على
تجارب كهذه ان علماء النفس البورجوازيين بمنهجهم الشكلي » لا يعطون اهمية لما يلتقطه
الطفل حتى وهى في اعوامه الاولى س من ظواس سلوكية معينة في البيت تؤشر على كيفية
استجابته للمؤثرات الخارجية » ويذكر جيروم كاغن ١ إن الطفل الذي لم يبلغ السئة والنصسف
بعد يأخذ في ادراك جنسه من اللغة التي يخاطب بها ممن حوله من الناس فيستدل منها انه
(هى) أى (هي) ٠ وحتى قبل سن التكلم يكون لحركات وطريق التحدث والتدايل ممن حول
الطفل تأثير لا يستهان به في اشحاره بجنسه ء ٠ اضافة الى ذلك ؛ فأنه هما لا شك فيبه ان
معتقدات الوالدين والاهل ومفهوم الثقافة للجنس من حيث هي مذكر اى مؤنث تلعب دورها
بالايحاء والتوجيه بما هي مناسب أي غير مناسب لكل من الجنسين , فيما يتعلق بالاخلاق
والسلوك والاهتمامات والمركز والقيمة والحركات والتعبيرات ٠ وبهذا الخصوص فانني اذكر
حادثة طريفة تؤكد ما أوردته هنا ٠ كنت في زيارة احدى العائلات » وسالتني طفلة لا يتعدى
عمرها الاربع سنوات ان كنت متزوجا ام لاءفلما قلت لها انني غير متزوج ٠ قالت باستفراب:
اذن من يعد لك الطعام ويغسل لك الثياب ويكويها ٠ فلما اجيتها بأنني انا نفسي اقوم بهذه
الاعمال استغربت وقالت الرجل لا يقوم باعمال كهذه بل المرأة ٠ وهذا يدل على مدى تأثير
البيئة في تكوين مفاهيم معينة عند الاطفال ٠ للمزيد من التفصيل حول هذه المشكلة انظرعالم
الفكر » عدد خاص عن المراة » المجلد السابع ؛ العدد الاول 1١91/5 ص 5 ٠31١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 63-64
- تاريخ
- فبراير ١٩٧٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22204 (3 views)