شؤون فلسطينية : عدد 63-64 (ص 120)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 63-64 (ص 120)
- المحتوى
-
الا
العصور ' وعليه » فقد مر المجتمع البشري بعدة اطوار قبل ان يصل الى الطور الحالي ,
والعامل الاساسي الذي كان يحدد الانتقال من طون الى اخ ؛ هى تطور القوى المنتجة ,
التي كان يستخدمها الانسان في انتاج حاجياته ' وما يستتبعه هذا التطور من تطور خيرة
الانسان في استخدام هذه الادوات ٠ ومع كل طون من اطوار المجتمع البشري , كاتنعم
تسود علاقات اجتماعية معينة تتلاءم مع ما وصلت اليه قوى الانتاج من تطور ٠ خفي
الطون الاول من المجتمع البشري حافظ الناس الاقدمون على تمط الحياة القطيعيء لانه كان
يتلاءم مع مستوى القوى المنتجة المنخفض الى اقصى حد ٠ « كان الانسان المسلح بسادوات
عمل بدائية يضمن بقاءه باتحاده مع جماعة كبيرة من الناس » ومثل هذا الاتحاد كان
ضروريا حتى عند جمع الاعشاب والاثمار وذلك للدفاع المشترك ضد الوحوش البرية ٠
وعندما انتقل الانسان الى الصيد النشيط ٠ كان التوحيد الجماعي لجهود الناس . الرجال
والتساء ب يجلب لهم المنجاح ويؤمن لهم وسائل العيش ٠ وكان العمل يؤثر تأثير! متزايدا
ابدا في تطور نمط الحياة الجماعي ٠وكان النشاط الانتاجي بأكمله يتطلب توحيد الناس في
جماعات ٠ (9؟؟) ان نمط الحياة التطيعي لم يستدع او لم يتطلب اي تفريق بين عمل الررجل
وعمل المراة ٠ كانت المراة تشارك الرجل في جمع الثمار واحيانا في الصيد الذي كان
محدودا بفعل المستوى الماخفض جدا للادوات التي كان يستخدمها الانسان في الصيد ٠
ومع اختراع الادوات الجديدة ب الرمح والتشابة وغيرها دخل الانسان في مرحلة
الصيد النشيط مما ٠ اتاح الفرصة لتقسيم جماعة الناس من اجل القيام بمختلف الاعمال٠
واصيح بوسع قسم واحد من الجماعة تامين هاجات افرادها كافة المى منتوج معين وتحرير
القسم الاخر للقيام باعمال اخرى ٠ وهكذا جرى التقسيم الطبيعي للعمل بين الرجل والمراة,
فالرجال الذين لا تثقل كاهلهم الولادة وتربية الاطفال قد اخذي! ينصرفون الى انصيد
ويضمنون جميع افراد الجماعة باللحم والجلود ؛ «اما النساء والشيوخ والاطفال فقد
انصرفوا الى جمع مختلف اشكال الاطعمة المتي تقدمها الطبيعة : الجذور الصالحة للاكل ,
الاثمار البرية ٠ ثمار الحقل » الرخويات الصالحة للاكل وما اليها » وكذلك الى صيد
السمك والقيام بالاعمال البيتية , الابقاء على النار ونظافة المنزل» ٠ (7؟) لقد استت
تطور القوى المنتجة هذا تغييرا في المجتمع البشري ٠ فحلت محل القطيع البشري البدائي
جماعة انتاجية اكثر متانة هي المشاعة العشيرية اى العشيرة ٠وكان يربط اعضام المشاعة
العشيرية فيما بينهم العمل المشترك والتقسيم الطبيعي لمعمل بين الرجال والنساء والواجيات
المشتركة داخل الجماعة » ٠ (4؟) لقد ابرز تقسيم المعمل الطبيعي بين الرجال والنبساء
دور النساء النشيط اقتصاديا في حياة المشاعة ٠ فكان نشاط النساء الاقتصادي مصدرا
مضعونا ومنتظما لمقومات الحياة ؛ اما الصيد الذي كان يقوم به الرجال ففاليا ما كان رهنا
بالصدف ولم يكن بوسعه ان يزود الناس على الدوام بالماكولات الضرورية » ٠ (5؟) ونتيجة
لهذا الدور الاقتصادي حظيت المراة بمركن مرموق في المشاعة ب العشيرة » ان انتقال
المجتمع البشري من مرحلة القطيع البداثي المى المشاعة / استتبع بالضرورة تنظيم ملاسم
للعلاقات الجنسية » ففي حين كانت العلاقات الجنسية في القطيع البشري البداكي أباحية
غير منظمة ولا ضابط لها , فان نظام المشاعة فرض نوعا من التنظيم لهذه العلاقات بتحريم
زواج الاقارب من درجة معينة , فحرم في البداية الزراج من الآباء والاولاد وكذلك بين
الاخوة والاخوات من ام واحدة » وكائت دائرة الزواج تضيق باستمرار مع تطور المجتمع
وتقدمه ٠ وقد اتخذ الباحثون ذلك علامة ومحكا لقياس مدى تقدم المجتمع ٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 63-64
- تاريخ
- فبراير ١٩٧٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22204 (3 views)