شؤون فلسطينية : عدد 63-64 (ص 128)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 63-64 (ص 128)
- المحتوى
-
العلاقات الاجتماءية السابقة ٠ ليس سبب اضطهاد المراة في المضمار الاقتصادي , بل
نتيجته ٠ ففي الاقتصاد البيتي الشيوعي القديم الذي كان يشمل عددا كبيرا من الارواج
مع اولادها , كانت اداة هذا الاقتصاد المعهود بها الى النساء , ضربا من النشارا
الاجتماعي الضروري للمجتمع * شأنها شأن حصول الرجال على وسائل العيش ٠ ولكن
الوضع تغير منذ ظهور العائلة البطريركية » وبالاحرى منذ ظهور العائلة الغردية الاحادية
الزواج » فقد فقدت ادارة الاقتصاد البيتي طابعها الاجتماعي ٠ ولم تعد لها علاقة
بالمجتمع ٠ واصبحت خدمة خاصة ؛ وصارت الزوجة الخادمة الرئيسية واقصيت عن
الاشتراك في الانتاج الاجتماعي ٠ ان الصناعة الكبيرة في ايامنا هي التي فتحت امام
المباة - المرأة البروليتارية فقط السبيل الى الانتاج الاجتماعي , ولكن اذا قاياً
بواجباتها الخاصة في خدمة العائلة , بقيت خارج الاطار الاجتماعي وعجزت عن تحصيل
اي اجر مستقل , واذا ما شاءت ان تشترك في العمل الاجتماعي وان تحصل على امد
مستقل » عجزت عن اداء واجباتها العائلية» (45) ٠ فكيف تحل هذه المعضلة حتى يتم
اشتراك المرأة في الانتاج الاجتماعي دون ان تثقلها الاعمال المنذلية التي لا يزال الرجالاً
يعتبرونها شانا من شؤون المراة » حتى ولى كانت المرأة عاملة وتحصل على اجر يساوي
أى قد يفوق اجر الرجل نفسه في بعض الاحيان ؟ ان العمل المنزلي , ليس عملا يساب
وقت المراة فقط ٠ ولكنه ايضا , عمل غير منتج لا يدخل في نطاق التعامل الاقتصادي ,
لانه عبارة عن خدمة خاصة ٠ يبدد طاقات المراة ويبلد ذهنها » ويحصرها ضمن مطبع
أى ضمن جدران اربعة لا يتيح لها العمل المشترك وما ينتج عنه من تفاءل انساني , مر
فرح انساني من تبادل الافكار ٠٠١ الغ ٠ ويقول لينين «ان الاعمال المنزلية الصغيرة
تثقل كاهل المرأة وتخنقها وتخبلها وتذلها اذ تقيدها بالمطيخ وغرفة الاطفال » وتبدد
جهردها في حمل غير منتج » بصورة فاضحة ٠ في عمل حقير مثير للاعصاب , مخيل
مرهق» : (50) ولعل هذا السبب في وصفنا لاحاديث النساء بالسخف والتفاهةءوان احاديقين
في الغالب لا تعدو كونها احاديث عن انواع الطعام وعن اخر اخبار الموضة , ل الحد
اشاعة في البلد ٠ فالحمل المنزلي يحد كثيرا من طاقات المراة ٠ ويحرمها من أن تنمي
ثقافتها ومواهبها ٠ مما يجعلها باستمرار وبشكل عام , اقل ثقافة وذكاء من الرجل ٠
ولجغل المراة مساوية للرجل » تتمتع بكافة النرص والامكائات المتاحة للرجال ؛ يجب
ان نعطيها اعتبارها كاداة انتاج بتحريرها من الاعباء المنزلية والواجبات العاثلية ,
بحيث تكون هذه الاعباء والواجبات من مسؤولية المجتمع ٠ ومن هنا برزت فكرة المؤسسات
العامة من دور حضائة ورياض اطفال ومطاعم شعبية ومفاسل عامة ٠ فوجرد مثل هذه
المؤسسات يذفف كثيرا من مسؤولية المرأة في الاعمال المئزلية » وكلما تعسمت هذه
المؤسسات واصبحت في متناول جميع افراد المجتمع , كلما تم الدفع الى الامام بدرجة
اكبر يمسالة تحرر المراة ٠ لقد برزت فكرة هذه المؤسسات أول ها برزت في المجتمعات
الرأسمالية » ولكنها لم تعمم , وظلت محدودة جدا , اضافة الى انها كانت اما مشروعات
تجارية تستهدف تحقيق اقصى درجة من الربج ٠ لا يقدر عليها الا ذوى الدخل اللمرتفع ,
وتكون قاصرة عن تلبية حاجات الجمهور الواسع من المواطئين من العمال وذوي الدخل
المحدود , واما ذوعا من مؤسسات الاحسان البرجوازي » المليئة بالنفاق والرياء ٠ والتي
لا تلبي الا حاجات قلة قليلة من افراد المجتمع ٠ ولذا فان تعميم هذه المؤسيسات وجدله)
في متناول جميع افراد المجتمع ٠ يجب أن تكون من مسؤولية المجتمع والدولة » وهذا
لا يمكين أن يتم الا في خلل نظام اشتر اكي ' وهي مهمة لن تتحةق دفعة واحدة ؛ الى خلال - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 63-64
- تاريخ
- فبراير ١٩٧٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10640 (4 views)