شؤون فلسطينية : عدد 8 (ص 26)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 8 (ص 26)
المحتوى
الضفة الفربية . وهذه الاهداف لم تكن جميعها مستوحاة من دواعي الامن على النحو
السابق بيانه . فمن يعلم ان معظم هؤّلاء العمال يستدرجون من الريف الفلسطيني يدرك
ان من بين الاهداف التي تخدمها هذه السياسة اقتلاع الفلاح الفلسطيني من أرضه أي
اضعاف التصاقه بها وبالتالي اضعاف ولائه الموروث لها . وينتج عن ذلك اهمال الارض
الزراعية لدرجة تصبح معهاً تستصرخ من يرعاها . وهنا تتكرر قصة الاستعمار الذي
بأتي بالمهاجرين البيض لاحياء واستغلال خيرات الارض التي « تركها » اصحابها .
كما تشمل تلك الاهداف » فيما تثشمله » رفع مستوى المعيشبة لدى الطبقة العاملة »
وبالتالي لدى سكان الضفة الغربية » بحيث يصبح الاحتفاظ بهذا المستوى مع الزمن ومن
الناحية النفسية دافعا للابتعاد عن فكرة العودة ألى وحدة الضفتين او بمعنى آخر احد
الاغراءات المتصلة باقامة الكيان الفلسطيني بالضفة الغربية . ومن يدرس آثار الازدهار
الاتتصادى ف المانيا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية يدرك صلتها بالتطور الذي طرا
على التعلق آلالماني التقليدي بالوحدة الالمانية . ناهيك بأثر تباين مستوى المعيشة بين
الدول العربية على مدى التعلق بفكرة الوحدة في كل منها . ومن ناحية اخرى فان من
فى الضفة الغربية » هذا ان اراد .
المثل الثالث : الانتخابات البلدية : ان تفويض الموظفين العرب ورؤساء البلديات في
المناطق المحتلة بممارسة اعمالهم السابقة وقيام اسرائيل بتنفيذ اجراءاتها وقوانينها على
المواطنين من خلال هؤلاء ادى بطبيعة الحال الى التخفيف من عوامل الاثارة والاحتكاك .
الا انه ادى كذتك الى عدم احساس اصحاب المصالح بوطأة الاحتلال طالما انهم استمروا
في انهاء معاملاتهم من خلال نفس الاشخاص او المؤسسات التي كانوا يتعاملون معها قبل
الاحتلال . وهذا هو بالضبط هدف قاعدة « عدم الوجود » التي سارت عليها حكومة
اسرائيل بعد الاحتلال . لذلك » وعندما تهدد أسرائيل من اجل نجاح سياستها باجراء
الاتتخابات لرؤساء ومجالس البلديات في الضفة الغربية بأنها ستقوم بتعيين موظفين
اسرائيليين على راس كل بلدية تجري مقاطعة الانتخابات فيها » فان من سان ذلك ان
يدفع الكثيرين هناك الى التخوف »© خطأ أم صوابا » من نتائج هذا التهديد على سير
جدية التهديد الاسرائيلي لانه يتنافى مع اهداف قاعدة « عدم الوجود » » ان يدفع بالبعض
الى استغلاله من خلال ترشيح انفسهم لهذه الانتخابات اما لاسباب تتصل بالزعامة
العائلية والمحلية او لقناعتهم بأن البلدية قد تكون السلم الذي يمكن ان يتسلقوه وصولٍ
الى تحقيق الكيان الفلسطيني خاصة وان الحكم الاسرائيلي يتعامل مع البلديات بصفتها
اعلى جهة عربية مسئولة في المناطق المحتلة . وهكذا تكون اسرائيل قد حققت من خلال
هذه الانتخابات أملها في بروز «قيادة فلسطيئنية» جديدة تتطلع الى خلق الكيان الفلسطيني
على الطريقة الاسرائيلية . 0 -
ويبدو ان من بين اسباب سكوت الحكومة الاردنية مؤخرا عن دعوة المواطنين في الضفة
الغربية لمقاطعة هذه الانتخابات ليس فقط حُشيتها من آثار فشل تجاوبهم معها ولكن
خشيتها ايضا من اضطرارها الى سلوك واحد من سبيلين احلاهما مر في حالة ما اذا
نفذ الاسرائيليون تهديد هم بتعيين مسئولين يهود عن البلديات ‎٠‏ فهي اما ان تقتبل
التصديتات والبيانات الصادرة عن هؤلاء المسئولين اليهود فيما يتعلق بالوثائق
والشسهادات التي يضطر اصحاب المصالح من ابناء الضفة الغربية الحصول عليها هناك
لتقديمها للجهات المختصة في عمان »؛ الامر الذي قد يفسر بأنه اعتراف ضمني يسلطات
الاحتلال وتعاون مكشوف معها . أو ان تعمد الى رفضها فيزداد تعقيدا مأزقها السياسي
في مواجهة ابناء الضفة الغربية :
1.
تاريخ
أبريل ١٩٧٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 59426 (1 views)